أحداث خطيرة يمر بها سد النهضة بعد تعرضه لسلسلة من الزلازل خلال الشهر الأخير، آخرها منذ ساعات قليلة، فبين زلزال وتابع تزداد فرص انهيار سد النهضة لاسيما في ظل وجوده بأكثر المناطق الإفريقية تعرضاً للزلازل والبراكين بسبب الفالق الكبير وهو أكبر فالق على اليابس في الكرة الأرض.. ماذا يحدث في سد النهضة؟
أحداث متعاقبة يتعرض لها لسد النهضة، بعيدا عن الأزمات السياسية المحيطة به، حيث تصدر صدارة عناوين الأنباء العالمية والمحلية بعد تعرضه لسلسلة من الزلازل خلال الساعات الأخيرة.
وأطلق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، صرخة تحذير جديدة بعد تعرض السد لهزتين أرضيتين جديدتين.
قال خبير المياه والجيولوجيا في جامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، إن زلزالا بقوة 4.6 ريختر على عمق 10 كم قبل فجر 26 يناير 2023، ضرب شمالي إثيوبيا على بعد حوالي 500 كم من سد النهضة الإثيوبي، ويقع مركز الزلزال في منطقة الأخدود الأفريقي.
كما ضرب زلزال آخر أقوى قليلا 4.8 على عمق 10 كم أيضاً ساحل جيبوتي في نفس نطاق الأخدود الأفريقي العظيم، ويبعد 800 كم عن سد النهضة”.
ولفت إلى أنه منذ شهر تقريبا ضرب زلزالين بشدة 5.5 ، 4.6 ريختر شمالي إثيوبيا على الحدود مع إريتريا في نهاية مثلث عفار بالأخدود الأفريقي في إثيوبيا، وتأثر سد النهضة بهذه الزلازل.
وأكد “شراقي”، أن منطقة الأخدود الأفريقي هي أكثر المناطق الأفريقية تعرضاً للزلازل والبراكين بسبب الفالق الكبير وهو أكبر فالق على اليابس في الكرة الأرض، وتشكل الدوائر البيضاء فى الخريطة المرفقة مراكز لزلازل خلال المائة عام السابقة، قطر الدائرة يمثل قوة الزلزال على مقياس ريختر”.
وقال خبير المياه، أن الموجات الزلزالية تنتشر في جميع الاتجاهات من مركز الزلزال على هيئة أمواج دائرية، وكلما كان الزلزال عميقا يمتد انتشاره أكثر على المستوى الأفقي، ومن المتوقع أن تؤثر مثل هذه الزلازل في المستقبل على سد النهضة خاصة عندما تملء البحيرة، حيث إن المياه تشكل وزنا إضافياً على سطح الأرض”.
وذكر شراقي أن الخطر الأكبر من سد النهضة ليس في التخزينات المتعددة، بقدر خطر سعته التخزينية الضخمة بحوالي 74 مليار متر مكعب في بيئة غير مستقرة جيولوجياً ومناخياً، التأثير مدمر على السودان وربما مصر في حالة الانهيار”.
يُشار إلى أن المفاوضات حول سد النهضة مُجمّدة منذ أكثر من عام، وتتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، غير أن إثيوبيا ترفض ذلك.
وتؤكد أديس أبابا أن سدها الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد “لا يستهدف الإضرار بأحد”، منوهة إلى أنه سيكون أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا.
وأفادت وسائل إعلام إثيوبية رسمية، أن أديس أبابا أكملت بنجاح الملء الثالث لسد النهضة وتستعد للملء الرابع خلال الساعات المقبلة، مؤكدة أن أعمال المصنع الكهروميكانيكي وصلت إلى 61%، واكتملت الأعمال المدنية بنسبة 95%.. فهل تتسبب الزلازل المتتالية في انهيار سد النهضة؟