لم نكد نتجاوز توقعات العالم الهولندي «فرانك هوغربيتس» بشأن الزلازل التي تهدد العالم والمرتبطة باقتران الكواكب واكتمال القمر، حتى ظهر الخطر الجديد في «حقول القيامة» التي تبتلع مناطق بأكملها.
أربكت مناطق «الحقول البركانية» العديد من دول العالم بعد اكتشاف مواقع بعينها مرشحة لفوران براكين جديدة يرتبط توقيت ظهورها مع بؤر التوتر الزلزالي حول العالم.
المخاطر عالية التحذير
«منطقة شبه جزيرة كامشاتكا» في روسيا واحدة من المناطق المصنفة «مخاطر طبيعية عالية الحذر» وقد ثبت ذلك بالبركان الأخير الذي خلق عمودا من الرماد أظهرت عمليات الرصد أنه وصل إلى عشرة كيلومترات.
السلطات الروسية قررت رفع درجة الحذر في أقصى شرق البلاد حيث مواقع ثوران البركان بعد أن أصبحت عودة الملاحة الجوية في تلك المنطقة موقوفة إلى أجل غير مسمى؛ لأن إقلاع أي طائرة مدنية أو عسكرية في مواقع الرماد سيجعلها عرضة لمصير غامض.
تحالف الصفائح الصعبة
العلماء كانوا قد أعدوا تقارير مفصلة بشأن «صفائح المحيط الهادئ» وهي منطقة البركان التي تعد في ذات الوقت منطقة توتر زلزالي اقترب آخر زلزال تعرضت له من حوالي سبعة درجات على مقياس ريختر.. لكن الأمر لم يكن مفاجأة بالنسبة لروسيا التي ربطت بين موقع الحقول البركانية ومثيلاتها في اليابان.
العلماء أجمعوا على أن العلاقة بين المناطق المعرضة للزلازل والحقول البركانية احتمال مؤكد علميا وفق تقارير الرصد الجيولوجي التي قرنت الزلازل بالبراكين ويرى فريق من العلماء أن الزلازل ربما تكون تنفيسا للأرض ما يكبح سيطرة البراكين.
تنبؤات بدون جدوى
الزلازل يمكن أيضا الاستفادة منها في تتبع فوران البراكين وعلميا يمكن التنبؤ بفوران الحقول البركانية عقب الهزات الأرضية القوية من خلال دراسة مدى تأثير الصهير البركاني المتصاعد نحو القشرة الأرضية.
صنف العلماء العديد من الهزات الأرضية الأخيرة وفق مدى ارتباطها باحتمالات ثورة حقول البراكين وتم تصنيف الزلازل وثيقة الصلة بتوقيتات ومناطق حدوث البراكين والزلازل البركانية وهي ذات الزلازل التي يليها ثوران البراكين. لكن لم تعرف حتى الآن التكاليف المالية المطلوبة بشأن توفير أجهزة الرصد الحديثة لهذه الظواهر.
الزلازل تدعم رصد البراكين
العلماء يقارنون بين القدرة على قياس الزلازل والبراكين ويعتبرون أن توقع حدوث الزلازل لا يفيد كثيرا في عمليات الإنقاذ واتخاذ إجراءات الحماية حيث يتعدى إنذار أجهزة الرصد الزلزالي دقيقة واحدة لن تكون مجدية أمام تدافع البشر للخروج إلى مناطق آمنة. . لكن الزلازل على خطورتها ربما تفيد علميا في دراسة البراكين المرتقبة والتالية لها وتوقعها.
لا زال الارتباط بين حدوث الزلازل والبراكين قويا على الرغم من الحاجة الماسة لمزيد من الإنفاق على إجراءات البحث العلمي المرتبطة بدعم قدرات البحث والرصد والتحليل.. خصوصا وأن البشرية حتى الآن لم تمتلك القدرة على توقع مثل تلك الظواهر التي طالما خلفت ورائها آلاف المتضررين وأنهت حياة الكثيرين بينما اكتفى العالم بتقديم مساعدات محدودة دون توجيه الإنفاق لدعم جهود البحث العلمي.