اهتزت الأرض بقوة وتراقص معها ساكنيها، اهتزت المباني وانخلعت القلوب، فيبدو أن الوقت لم يحن لتطمئن جوارحهم بعد.. زلزال يعقبه زلزال وبينهما هزة أرضية، حيث لا تتوقف الأرض في تركيا عن الحركة منذ الزلزال المدمر في السادس من فبراير الماضي، حيث تحولت أرضها إلى حلبة للرقص ولكن يرقص ساكنيها على حبل الحياة.. ماذا حدث في تركيا منذ دقائق؟
لم تمر سوى ساعات قليلة حتى هدأ القلوب من زلزالي أضنة وملاطية في تركيا يوم أمس، حتى ضرب زلزال جديد الأراضي التركية ليفر السكان هاربين إلى الشوارع بعد أن تراقص أمامهم ذكريات زلزال الإثنين الأسود الذي حول المدن والقرى إلى أكوام من الركام فوق رأس ساكنيها.
وأكدت هيئة إدارة الطورائ في تركيا “آفاد”، إن زلزالا ضخما بقوة 4.3 درجات ضرب إقليم أرضروم في شمال شرق البلاد على عمق 12.52 كلم.
وكانت الهيئة أعلنت أمس، أن زلزالا بقوة 4 درجات على مقياس ريختر قد ضرب محافظة أضنة التركية، وآخر بقوة 4.6 درجات في محافظة ملاطية شرقي البلاد.
فعلى الرغم من مرور نحو 5 أشهر على الزلزال المدمر والذي ضرب 10 ولايات تركية في السادس من فبراير الماضي، لم تتوقف الهزات الارتدادية عن ضرب القشرة الأرضية في تركيا.
حيث قدرت إدارة الطوارئ التركية، عدد الهزات الأرضية منذ السادس من فبراير الماضي بأكثر من 33 ألف هزة أرضية، حولت الأراضي التركية إلى حلبة رقص لا يستقر فوقها شئ، وأصبحت الحياة مستحيلة بسبب القلق المستمر في انتظار كابوس أسوأ.
ويرى العلماء أن الهزات الأرضية والزلازل من الممكن أن تضرب أي مكان في العالم، إلا أن تركيا لها وضع خاص وتاريخ سيء مع الزلازل بسب قدر الجغرافيا، إذ تقع بالقرب من خطوط الصدع الرئيسية.
كما أنها ضمن نطاق واحد من أخطر أحزمة الزلازل وهو الحزام الألبي، حيث يحدث به نحو 15% من الهزات الأرضية حول العالم.
وعلى الرغم من ابتعاد تركيا عن الحزام الناري الأخطر على الإطلاق والذي يحدث به نحو 80% من الهزات الأرضية والبراكين إلا أن الهزات الأرضية لا تتوقف على أرضها.
ويفسر علماء الزلازل ما يحدث للأراضي التركية، هو وقوعها في أحد أخطر المواقع حيث تقع غالبية مساحة تركيا على صفيحة الأناضول، التي يتم ضغطها بين ثلاث صفائح كبيرة أخرى، شمالًا الصفيحة الأوراسية، والجنوب ستجد الصفيحة الإفريقية وإلى الشرق تقع الصفيحة العربية، لذلك فإن المناطق المطلة على البحر المتوسط تعد أكثر المناطق تعرضًا للزلازل، وهذا ما ظهر في تركيا واليونان.
مع كل هذا مازال سكان تركيا يخشون من كوابيس أسوأ بعد تحذير بعض العلماء من أنه بعد الزلزال المدمر في السادس من فبراير الماضي سيكون هناك زلزال أقوى يضرب واحد من أكثر المدن كثافة سكانية وهي مدينة أسطنبول يطلق عليه زلزال يوم القيامة.. ماذا سيحدث مستقبلا في تركيا؟