اهتزت الأرض بقوة من جديد في مصر، وأيقظت معها كوابيس الماضي في عام 1992، حين هرب الجميع إلى الشوارع وحملوا قلوبهم في أيديهم وفروا هاربين بحثا عن الأمان لتستقر أنفاسهم ويطمئنون على أرواحهم التي بين جنباتهم.. ماذا حدث في رفح؟
ضرب زلزال ضخم بقوة 5.6 درجات على مقياس ريختر، جمهورية مصر العربية، ويعد من بين أقوى الهزات الأرضية التي ضربت مصر خلال العشر سنوات الأخيرة.
ورصد المعهد القومي للبحوث الفلكية، الهزة أرضية بقوة 5.6 درجات على مقياس ريختر على بعد 730 كم شمال رفح، شرقي مصر، وعلي عمق 17.5 كم.
وكشف الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد، أن محطات الشبكة القومية للزلازل سجلت الهزة الأرضية في تمام الساعة الثامنة و44 دقيقة و51 ثانية صباح اليوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة، لافتًا إلى أنه لم يرد للمعهد ما يفيد بشعور المواطنين بهذه الهزة أو وقوع خسائر في الأرواح والمنشآت.
وكان علماء الزلازل قد حذروا من أن المناطق التي تطل على البحر المتوسط أكثر تعرضًا للزلازل، وذلك للتقارب بين الصفائح الأرضية للقارتين الأوروبية والإفريقية.
وتسبب هذا الزلزال في قلق المتابعين والمهتمين بالزلازل، لأنه على الرغم من أن مصر تعتبر بعيدة كل البعد عن خطر الزلازل والأحزمة الزلزالية، وفقا للتصنيف العالمي للمناطق الأكثر عرضة للزلازل، حيث أنه بعد الزلزال التركي المدمر في شرق المتوسط في السادس من فبراير الماضي، والذي تسبب في رحيل نحو 50 ألف شخص ف تركيا وسوريا وآلاف المنازل المهدمة، وخسائر بالمليارات، تعرضت مصر للعديد من الزلازل والهزات الأرضية المتوسطة الشدة دون أضرار أو خسائر، ولكنها ضربت أرجاء مصر بوتيرة متزايدة عن المعتاد، لاسيما مع بعض النشاط الزلزالي في حفر الانهدام في البحر الأحمر.
وتعد حفرة الانهدام، أخطر الصدوع الأرضية، ويبلُغ طوله أكثر من 6000 كيلومتر ويمر بالبحر الأحمر إلى عمق القارة الإفريقية، ويتوقع علماء زلزال حدوث زلزال ضخم بحفرة الانهدام في منطقة خليج العقبة، يتسبب في خسائر فادحة ويكون أقوى من الزلزال التركي.
وكان الدكتور جاد القاضي، كشف عن أهم النقاط الزلزالية النشطة في مصر، مثل خليج السويس وكذلك تلك منطقة بجنوب غرب القاهرة والتي كانت مركزًا لزلزال عام 1992، بالإضافة إلى منطقة خليج العقبة، وجزيرة شدون، والمنطقة الشمالية والمجاورة لجزيرة كريت.
ولفت القاضي، إلى أنه مع قيام مصر بإنشاء السدود والخزانات المائية، تم استحداث مناطق ونقاط بها نشاط زلزالي، وهي محيط خزان أسوان والسد العالي نتيجة ضغط المياه المخزنة.
ويوجد بعض النقاط في العالم أكثر عرضة للزلازل من غيرها، لاسيما مناطق أحزمة الزلازل، حيث يعد الحزام الناري هو الأخطر على الإطلاق ويحدث به نحو 80% من الزلازل والبراكين في العالم، ثم الحزام الألبي يحدث به 17% من الزلازل، ويوجد أيضا منطقة حزام منتصف الأطلسي.. مع كل ذلك وزيادة وتيرة الزلازل منذ بداية العام هل تشهد مصر تغيرا وتكون ضمن الدول النشطة زلزاليا؟