اهتزت الأرض وشعر الآلاف في أحد أفقر الدول الآسيوية بغضبها.. اهتزت معاها جوانب جبال الهيمالايا الشاهقة الأكثر ارتفاع في العالم، وشعر سكان العاصمة كاتمندو أن مصيرهم محتوم، مع رؤية شبح زلزال 2015، الذي تسبب في انهيار نصف العاصمة ورحيل نحو 8 آلاف شخص وتضرر 8 ملايين نسمة.. ماذا حدث في نيبال صباح اليوم؟
كشف المركز الوطني لرصد الزلازل في نيبال، عن رصد زلزال متوسط القوة، شمال غرب العاصمة النيبالية كاتمندو، على عمق 25 كيلومترا.
وأكد المركز في بيان له، عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن سكان العاصمة كاتمندو شعروا بالزلزال واهتزت المدينة، على الرغم من أن شدته بلغت 3.5 درجة بمقياس ريختر، دون وقوع خسائر بشرية أو مادية حتى الآن.
وعلى الرغم من أن الزلزال متوسط القوة أو ضعيف نسبيا، إلا أن تسبب في مشاعر قلق كبيرة لدى السكان في كاتمندوا خوفا من شبح زلزال 2015 الذي ضرب البلاد بقوة 7.9 درجة على مقياس ريختر وعلى عمق 15 كيلومتراً، والذي يٌعد أعنف زلزال يضرب نيبال لأكثر من 80 عاما، والأكبر في العالم منذ وقوع زلزال بقوة 8.2 درجة في تشيلي في أبريل 2014.
حيث استمرت في ذلك الوقت الهزة بين 30 ثانية ودقيقتين. وتسبَّبت في إنهيار ثلجي على جبل إفرست وانهيار عدد من المعابد الهندوسية والمباني الأثرية ورحيل أكثر من 8 آلاف ضحية وأكثر من 19 ألف مصاب، وتضرر نحو مليون نيبالي.
وذكرت التقارير بشأن الهزة الأرضية الضخمة في 2015، أن الزلزال هز أركان العاصمة كاتمندو وماحولها وترك ثمانية ملايين شخص من أصل 28 مليون نسمة في حاجة للمساعدة، وأكثر من 1.5 مليون إنسان يحتاجون إلى مأوى وسكن ومواد غذائية ومياه صالحة للشرب.
وتقع دولة نيبال بنطاق حزام الزلازل الألبي، الذي يضع ضمن نطاقه نحو 17% من الزلازل في العالم، حيث شهدت ” كتماندو” 5 زلازل ضخمة خلال القرنين الماضيين أودت بحياة الآلاف، وصرحت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، إن قوة الزلزال الأخير في 2015 الذى ضرب نيبال تعادل قوة 20 مقذوف نووي.
ويمتد الحزام الألبي لمسافة تصل إلى 15 ألف كيلومتر، بداية من جزر جاوة وسومطرة، ويعبر جبال الهيمالايا، حتى يصل إلى البحر الأبيض المتوسط.
وقد تحدث الزلازل في أي نقطة في العالم لكن بعض أجزاء الأرض أكثر عرضة للزلازل من غيرها، وخي مناطق أحزمة الزلازل الثلاثة الحزام الناري وهي الأخطر على الإطلاق ويحدث بها نحو 80% من الزلازل في العالم، ثم الحزام الألبي الذي يحدث به 17% من الزلازل ويوجد أيضا منطقة حزام منتصف الأطلسي.
وكشف تاريخ الزلازل خلال العقود الماضية، أن دول الصين وإندونيسيا وإيران وتركيا واليابان الأكثر عرضة للزلازل في العالم.
ويرى علماء الزلازل أن الهزات الأرضية يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم في أي وقت ولكنها تكون كل مرة بالأنماط العامة نفسها عاما بعد عام.
