انحنى أمام الرئيس التركي فانحنت بلاده.. أردوغان عاد إلى اليونان بعد سنوات في زيارة رسمية هي الأولى له منذ سنوات، ليحرك بركانا خامدا في الأوساط السياسية اليونانية بسبب ما فعله وزير الخارجية اليوناني أمام الرئيس التركي.. ما هي القصة التي قد تسقط حكومة اليونان؟
توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى اليونان في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها بعد سنوات من الخلافات السياسية والتي كانت من الممكن أن تأخذ المنحى العسكري، بعد دعوة من رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتشوتاكيس.
وعلى الرغم من زيارة أردوغان إلى اليونان، إلى أنه ما زالت هناك بعض الخلافات بين تركيا واليونان بشأن السيادة على بعض الجزر في بحر إيجه وحقوق الصيد والنفط والغاز في المياه الإقليمية، فيما تستمر الجهود الدولية لحل هذه الخلافات وتعزيز الحوار والتفاهم بين البلدين.
إلا أن الخلاف بين الدولتين ليس وليد اللحظة، بل أن جذوره ضاربة في التاريخ إذ يمتد إلى قرون سابقة، حيث كانت هناك مناوشات مستمرة بين البلدين على مدى العديد من القرون، تشمل هذه المناوشات العديد من المواجهات العسكرية السياسية والثقافية والدينية.
أحد أبرز تلك المواجهات العسكرية بين تركيا واليونان كانت المواجهة من أجل الاستقلال في القرن التاسع عشر، حيث تمكنت اليونان من الاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية، ومنذ ذلك الحين، تواصت المناوشات والمواقف الحساسة بين البلدين.
إلا أنه مع الحساسية في التعامل في الموقف والضارب جذورها في التاريخ، تسبب مقطع فيديو تم تداوله لوزير الخارجية اليوناني وهو ينحني لتحية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى غضب واسع في الأوساط اليونانية، كأن زيارة الرئيس التركي جاءت ومعها زلزال سياسي في وقت كان من المفترض أن تكون بداية لعلاقات دافئة بعد سنوات طويلة من الجفاء.
وظهر في الفيديو وزير الخارجية ييرابتريتيس يستقبل الرئيس أردوغان بانحناء، وهو ما تكرر عند دخول الرئيس التركي إلى قصر ماكسيموس، مما أثار موجة من الانتقادات والتعليقات اللاذعة في الإعلام والمجتمع اليوناني.
وتعرض وزير الخارجية التركي إلى استهداف وعمليات انتقاد لاذعة استخدمت فيها بعض وسائل الإعلام اليونانية عبارات قاسية لوصف تصرفات ييرابتريتيس، معتبرين أن طريقة الاستقبال هذه أضعفت جهود رئيس الوزراء اليوناني أمام الرئيس التركي.
ووصف الإعلام اليوناني أن تصرف وزير الخارجية ييرابتريتيس بأن هذه سابقه تاريخيه لا مثيل لها منذ عام 1838، معتبرين أن ما حدث يعيد للأذهان المواقف أمام سلاطين العثمانيين.
أجبرت الانتقادات اللاذعة وزير الخارجية على الخروج للإعلام لنفي ما يحدث من انتقادات مؤكدًا أن الانحناء لم يكن لأردوغان بل كان احتراما لرئيسة اليونان التي كانت خلف أردوغان.
وأعرب عن عدم فهمه لمحاولات التقليل من أهمية الزيارة لافتًا إلى أنه يوجد أصوات في اليونان تعارض التقارب مع تركيا ويجب عدم السماح لهذه الأصوات بتعكير صفو الزيارة.. فهل تتسبب الانحناءة في انهيار الحكومة اليونانية؟