يبدو أن زيارة الوفد الإفريقي إلى العاصمة كييف لن تأتي بثمارها كما هو مخطط لها من أجل إنهاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا العودة إلى قائمة المفاوضات لاسيما أن بداية الزيارة غير مبشر.. لماذا اندفع القادة الأفارقة إلى المخابئ؟
تعرض وفد القادة الأفارقة في إطار بعثة السلام على أمل التوسط بين أوكرانيا وروسيا، لإنهاء العمليات العسكرية في أوكرانيا لموقف غريب بمجرد أن وطأت أقدامهم أرض كييف، حيث انطلقت صفارات الإنذار من استهداف جوي، فاندفع القادة سريعا إلى أحد المخابئ المضادة للضربات الجوية.
وقال مراسل رويترز في العاصمة كييف، إنه شاهد آثار دخان مقذوفين في الجو، ولم يتضح بعد إن كانا روسيين أم أطلقتهما الدفاعات الجوية الأوكرانية.واستقل القادة الأفارقة قطارًا من بولندا للتوجه إلى كييف.
وشاهد طاقم تابع لتلفزيون رويترز، وصول القادة الأفارقة إلى كييف في موكب سيارات ودخولهم أحد الفنادق للاحتماء في المخبأ المضاد للضربات الجوية.
ويضم الوفد 4 رؤساء هم، إلى جانب رامابوزا، ماكي سال من السنغال وهاكايندي هيشيليما من زامبيا وغزالي عثماني من جزر القمر التي تترأس الاتحاد الإفريقي، ورئيس الحكومة المصرية دكتور مصطفى مدبولى ممثلا عن مصر، فضلاً عن ممثلين للكونغو وأوغندا.
لتكون مهمة الوفد الإفريقي هي الأحدث في سلسلة جهود دبلوماسية غير مثمرة حتى الآن.
وعلى الرغم من أن المراقبين يرون أن عمل البعثة من أجل وساطة سلام قد يكون غير مجدي بعد إعلان أوكرانيا أنها ليست مستعدة لأي تسوية إقليمية.
وكانت بريتوريا أعلنت عن إطلاق مهمة إفريقية للسلام الشهر الماضي.
وترفض جنوب إفريقيا التي تواجه انتقاداتها لقربها من موسكو، إدانة روسيا منذ بدء المواجهة العسكرية في أوكرانيا، مؤكدة أنها تتبنى موقفا محايدًا وتريد الحوار.
ودانت الدول الإفريقية الاستهداف الروسي الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022 لكن بإجماع أقل من ذاك الذي سجل لدى القوى الغربية الكبرى.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال زيارة قام بها زعماء أفارقة لكييف، إنه يريد عقد قمة أوكرانية إفريقية، وتعزيز العلاقات بين كييف والقارة الإفريقية.
وتحاول كييف التقرب للنصف الجنوبي من العالم وتحدي نفوذ روسيا في المنطقة، فيما تعتزم روسيا عقد قمة روسية إفريقية للمرة الثانية هذا الصيف.
ودعا الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامابوزا، الجمعة، أوكرانيا وروسيا إلى “وقف التصعيد” خلال زيارة له إلى كييف ضمن وفد يضم قادة دول إفريقية يقوم بوساطة بين كييف وموسكو.
وقال رامابوزا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني زيلينسكي: “يجب وقف التصعيد من الجانبين”.وأضاف: “اليوم ونحن واقفون هنا سمعنا عن ضربات المقذوفات وهذا النوع من الاستهداف ليس جيدا للسلام”.
كما، يتوجه الوفد لاحقا إلى روسيا ليلتقي الرئيس فلاديمير بوتين، السبت.. فهل تنجح مهمة الوفد المصري فيما فشلت فيه المبادرات الأخرى؟