الجميع يتساءل عن معاد القيامة، تلك الحقيقة التي أقرتها كل الأديان والشرائع، وكانت ضمن عالم الغيبيات لقرون طويلة، وقت ينتظره المرء منذ مولده وحتى نهاية حياته، ويعيش البشر في رحلة الوصول إليه ولا يصلوا.
يوم القيامة ذلك اليوم الذي تنشق فيه السماء وتلقي الأرض أوزارها، ويفر البشر ولا يأمنون، كابوس للبعض و يوم ميعاد حق للأخرين، وكان الشغل الشاغل للكثير من البشر حتى جاء العالم ستيفن هوكينغ وأنشأ حسابا “شبه مؤكد” لنهاية العالم، ووجد حلا ذهبيا للبشرية لينقذ ملامح حياتهم…فما الميعاد الذي حدده هوكينغ؟ وكيف سينقذ البشرية مما ينتظرها؟
“بينما ننظر إلى المستقبل، اتضح أن الكون مكان خطير للغاية. انظروا إلى جوارنا، إنه مليء بمليارات الكويكبات، وهي بقايا قديمة خلفتها العملية التي شكّلت النظام الشمسي”، هذه الجملة ذكرها العالم الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينج، عندما تحدث عن خطر نهاية العالم، ذلك الخطر الذي يباغت عقول البشر وخاصة العلماء من حين لآخر، حدث مجهول الميعاد، يمكن أن يحدث بأي وقت وبأي طريقة، ألى أن أكتشف هوكينغ شكله واقترب من موعده.
في عام 2017، تنبأ ستيفن بما يمكن أن يحدث للبشر في القرن المقبل، ويبدو أنه حسب بالضبط الوقت الذي قد تنتهي فيه الأرض كليا، حسب اعتقاده.
مع مرور السنوات وتطور الأزمات التي تواجه كوكب الأرض وخاصة البيئية منها، مثل تغير المناخ، وتأخر ضرب الكويكبات وانتشار الأوبئة والنمو السكاني، أصبح كوكب الأرض محفوفا بالمخاطر بشكل متزايد.
وعلى الرغم من أن احتمال وقوع نازلة على كوكب الأرض في سنة معينة قد يكون منخفضا للغاية، إلا أنه يزداد بمرور الوقت ويصبح شبه مؤكد في الألف أو 10 آلاف عام القادمة، فالأرض ليست بمفردها في الكون، وكل ما حولها يمكن أن يشكل تهديدا كبيرا يقربنا خطوات من يوم النهاية.
وبحسب تحليلات ستيفن هوكينغ فإن كويكب يسمى أبوفيس، الذي تسبب في إحداث فترة قصيرة من القلق خلال ديسمبر 2004، هم من سيتسبب بنهاية الأرض، حيث أشارت الملاحظات الأولية إلى احتمال يصل إلى 2.7% بأنه سيضرب كوكب الأرض في 13 أبريل 2029.
واكتُشف “أبو فيس” لأول في عام 2004، هو بحجم ناطحة سحاب تتكون من 100 طابق، وتزن نحو 20 مليون طن، كما إنه يحمل الكثير من الطاقة تعادل كل المعدات النووية في العالم مجتمعة، وهو ما يؤكد أن مجرد إقترابه من الأرض فقط كفيل بجلب مصير جحيمي.
وبعد ذلك، تقدّم هوكينغ بتنبؤ لامع، من خلال حساب الضربة الكبيرة التالية بناء على أدلة تاريخية،وقال أن مشكلة الإنسانية، في الفضاء، هي وجود صخرة أكبر على الدوام، وهناك الآلاف من الكويكبات الكبيرة حقا، بعضها يزيد طوله عن 10 أميال، بحجم مانهاتن، وكويكب بهذا الحجم يضرب الأرض منذ 100 مليون سنة، آخرها ضرب الأرض منذ 65 مليون سنة، وربما كان مسؤولا عن القضاء على الديناصورات، ورغم أننا لا نعرف متى سيضرب الكويكب التالي، لكن لدينا يقين أنه إذا كان حجمه كبيرا بما فيه الكفاية، فيمكنه إنهاء كوكبنا.
ولكن المثير في الأمر أن ستيفن والذي انتهت حياته في عام 2018 لم يعترف أن هذا الحدث يمثل نهاية حقيقية للحياة، حيث كان يؤمن باستيطان الفضاء، وخلق أماكن صالحة للحياة خارج الأرض.