دخلت مجال الإعلام ممتلئة بروح المغامرة ومتمسكة بالجرأة التي تراها صفة مهمة وضرورية لأي إعلامي يقرر خوض الصعاب، نعم هي اختارت التغطيات الصعبة والدخول إلى مناطق الخطر، وتمكنت من توريط من واجهوها بالتسجيل بالصوت والصورة؟
هل نجحت في تجاوز محاولات منعها من العمل قبل الدخول على خط المواجهات؟
إنها الإعلامية السورية ناز السيد مراسلة قناة الغد التي قررت دخول المواجهات على مختلف الجبهات في الشمال السوري على الهواء، رغم علمها بخطورة قراراتها وعدم امتلاكها أية وسائل حماية تضمن لها الحد الأدني من الأمان المفترض توفيره للإعلامي في مناطق وبؤر التوتر .
أحلام جاء وقت تنفيذها
جاءت من الشمال السوري، ظلت أحلام العمل في مجال الصحافة والإعلام تراودها بحيث تكون صحفية متميزة وإعلامية قادرة على الوصول برسالتها إلى العالم ، وحينما قررت أن تضع رغبتها في حيز التنفيذ كان قرار المجتمع بأن عمل سيدة في ذلك المجال الشائك ودخولها على خط المواجهات أمر صعب، بينما لم يكن لها من داعم سوى والدها الذي سمح لها بدخول ذلك المجال .
تغطيات على خط المواجهة
لم تعر الإعلامية ناز السيد اهتماما كبيرا لاعتراضات المجتمع وقررت التواجد على الجبهات ليلا نهارا وأمامها نماذج واضحة لكبار الإعلاميين الذين أرادت الوصول إل نفس مستواهم .
تعترف الإعلامية ناز السيد بأنها برغم جرأتها واجهت بالفعل مواقف صعبة على خطوط المواجهات التي قررت تغطيتها وخصوصا المواقف الإنسانية المؤثرة التي دفعتها إلى البكاء وسط المتضررين من تداعيات تلك المواجهات وعن ذلك تقول : أنا فعلا صحفية أمارس عملا مهنيا لكنني أيضا إنسانه أتأثر بما أراه.
حياد مؤقت أمام أحداث متلاحقة
يبدو الجمهور مندهشا من موقف ناز السيد التي رأت أن المواجهات والمواقف الصعبة ليست بالأمر المستغرب في تغطية الأحداث التي تتابعها، حيث أبدت حبها ورغبتها في دخول مناطق المواجهات لأنها ببساطة كما تقول: تحب عملها.
كثيرا ما حاولت الإعلامية السورية الحفاظ على الحياد لكن ذلك الحياد لم يلبث أن تبخر بمجرد انخراطها في الأحداث حيث تحولت في وقت لاحق إلى مصدر وضيفة لمختلف المواقع السورية ووصلت إلى درس نهائي بعد اهتمامها بالتغطيات الميدانية في مناطق المواجهات واعتبرت أن أي حل للأزمة الحالية في سوريا يجب أن يكون سوريا سوريا.
ماذا حدث في المناطق الحدودية
لم تتورع ناز السيد عن البحث عن المواجهات في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق لتغطيتها وتصويرها دون انتظار إذن رغم علمها بخطورة هذا الأمر، ووصلت بها الجرأة إلى الدخول في مواجهة مباشرة دون أن تكون مشمولة بأية وسائل وقائية وحينما تدخلت عناصر تركية تأمرها بضرورة الابتعاد لمسافة مائة متر عن المناطق الحدودية انفعلت الإعلامية السورية بعد أن سجلت الموقف بالصوت والصورة أمام كاميرا قناة الغد وشددت على أنها على أرض سورية..
ما بين مهنية وحياد ودخول مناطق المواجهات ظلت ناز السيد واحدة من أكثر المراسلات تأثيرا بين زميلاتها لأنها اختارت الطريق الصعب ودأبت على دخول مناطق الخطر.