تشهد القشرة الأرضية العديد من الظواهر الغريبة خلال الأشهر الأخيرة، بسبب الزلازل المتتالية فبين خسف أرضي وانشقاق في القشرة الأرضية، كانت حادثة خروج النار مع الماء هي الأغرب في تونس.. ماذا حدث جعل السلطات التونسية تفرض طوقا أمنيا وابعاد السكان.. ماهو السر الغامض؟
أثار مزارع تونسي مغمور حيرة الداني والقاصي، بعد انتشار فيديو غريب له ولبئر حفرها من أجل استخراج الماء، حيث اصطدم بظاهرة غريبة، وهي إندلاع النيران في بئر للمياه الجوفية.
وكانت البداية مع قيام المزارع التونسي، بحفر البئر لري حقله مع حالة الجفاف التي تضرب الأراضي التونسية ومنع السلطات استعمال المياه الصالحة للشرب في الزراعة، إلا أنه فوجئ بهذه الظاهرة الغريبة.
وربط العديد من المعلقين على هذه الظاهرة، بوجود الغاز أو النفط، مع الماء، فيما استبعد آخرون الأمر كليا وأرجعوا لظواهر ما وراء الطبيعة.
وظهر في الفيديو الذي وثق هذه الظاهرة، المياه تندفع من باطن الأرض، قبل أن تتصاعد بشكل غير متوقع ألسنة النيران مع المياه، وسط ذهول الحاضرين.
ومع تداول الفيديو بشكل واسع تحركت السلطات التونسية، من أجل إرسال فرق بحثية إلى عين المكان للتحقق في هذه الظاهرة التي تسببت بجدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.
والتي أكدت أن هذه الظاهرة لم يتم رصدها من قبل في الأراضي التونسية، مؤكدة أنه يجب غلق البئر لإجراء مزيدًا من التحاليل والتحقق من جود جيوب غازات من عدمه.
وقبل تونس، شهد السودان ظاهرة مماثلة، ولكنها كانت أكثر تدميرًا، وكانت قبل أشهر قليلة، أفادت وسائل إعلام سودانية، خروج نيران غامضة من باطن الأرض في السودان، بمنطقة دارفور.
حيث تفاجأ سكان إحدى القرى بمنطقة دارفور غربي السودان بنيران تخرج من باطن الأرض وتلتهم مئات المنازل وتثير مخاوف كبيرة في أوساط سكان القرية والقرى المجاورة والبالغ عددهم نحو 300 ألف نسمة.
وأكد السلطات السودانية في ذلك الوقت، أن النيران الغامضة التهمت العديد من المنازل، مما أثار موجة من الرعب لدى سكان المنطقة خشية من انتقال الأمر إلى منازلهم.
وكان تكرر هذا الأمر في مصر، سابقًا، وفسر الدكتور محمد ثروت هيكل أستاذ قسم الجيولوجيا بجامعة طنطا، خروج النار من باطن الأرض بمحافظة الوادي الجديد بجمهورية مصر العربية، قائلًا أن ظاهرة خروج النيران من باطن الأرض ظاهرة قديمة، وسبق أن حدثت في أماكن كثيرة حول العالم.
ولفت إلى أن هذه الظاهرة حدثت سابقا من آلاف السنين في بلاد مثل الهند وتركيا ومصر والصين.وكشف خلال تصريحات تلفزيونية سابقة، أن هذه الظاهرة يُطلق عليها “الينابيع الحارة”.
وفسر العالم المصري هذه الظاهرة، مؤكدًا أنها تحدث نتيجة دورة المياه في باطن الأرض، وعندما تضعف تنطلق هذه المياه الحارة إلى سطح الأرض، مؤكدًا اشتعال النيران نتيجة أن الصخور المرتبطة بها تكون بيتومينية أي تحتوي على مواد قابلة للاشتعال.
وأشار إلى أنه في مصر يوجد الكثير من هذه الصخور لاسيما في الصحراء الغربية، كما أنها موجودة في اليمن.
ولفت إلى الفائدة الطبية إلى هذه الينابيع الحارة، مؤكدًا أن لها استخدامات طبية كثيرة جدًا لوجود بعض الأملاح فيها وبعض الكلوريد وغيرها وهو ما يستخدم في العلاج.