تحولت أحداث أسطنبول في تركيا إلى لغز يطول فك شفراته بعد أن وضعت السلطات التركية في حيرة من أمرها أمام احتمالات صعبة التفسير فيما تواصل الجهات المسؤولة إجراءاتها للوقوف على أسماء جميع المتورطين في الحادث.
المفاجأة التي كشفتها تقارير الشرطة التركية، أن المخطط الذي تم تدبيره بجوف ليل ضد استقرار البلاد وقام منفذوه باختيار شابة لتنفيذه بإحكام، ما دفع الجهات الأمنية إلى رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى تحسبا لاحتمالات ارتباط الحادث بمخططات مماثلة تستهدف الدولة التركية في توقيتات متزامنة.
كشفت التقارير الأمنية التي أعدتها الأجهزة الأمنية في تركيا، أن المخطط قام على تنفيذه مدبرون على درجة عالية من السرية والتخطيط، حيث وقع اختيارهم على شابة سورية تقوم بإدارة العملية على أن يتم الدفع بشابة أخرى في ذات التوقيت للتنفيذ.
قام مدبرو المخطط الذي كاد ينهي وجود شارع تقسيم باختيار الشابة على أساس مناسبتها من حيث قدراتها وسنها العمرية بحيث تنجح في أداء المهمة دون أن تترك أثناء القيام بالعملية التي تم اختيار ذلك الميدان لتنفيذها أي احتمال للفشل.
الفتاة الكردية التي تم اختيارها هي الشابة السورية أحلام البشير، والتي كانت مكلفة بإحداث القدر الأكبر من الخسائر المادية والضحايا على السواء، خصوصا مع تعمدها التركيز في تنفيذ الحادث على مواقع مزدحمة.
تبين أن العملية التي أودت بحياة ستة أشخاص تقرر توقيف 46 شخصا بعد توسيع دائرة الاشتباه والتحري في مختلف أنحاء البلاد، فضلا عن بدء إجراءات تفريغ دقيقة لكاميرات المراقبة الموجودة بالمحال التجارية بالميدان الأشهر في تركيا.
لم تقف التدابير التي اتخذتها الشرطة التركية عند حد جمع المعلومات أو القبض على المشتبه بهم، بل تم التوصل من خلال المعلومات المجمعة إلى أن منفذة العملية تلقت تدريبات أقرب إلى التدريبات العسكرية لضمان الوصول إلى هدفها بدقة.
أسفرت المعلومات أيضا عن تحديد موقع تدريب أحلام بشير والتي نجحت في الولوج إلى شارع تقسيم على الرغم من كثرة مرتاديه والزحام الشديد فيما استقرت عند المنطقة التي وقع فيها الحادث.
ولم تقف الشرطة التركية – حتى الآن – على ما إذا كانت الشابة قد خططت لاستهداف مواقع حيوية حكومية وفشلت في طريقها إليها أم أن المنطقة التي شهدت وقوع الحادث كانت هدفها الأساسي.
حددت التقارير الأمنية التركية موقع التدريبات النوعية التي حصلت عليها الشابة منفذة العملية في سوريا وذلك على يد عناصر من حزب العمال الكردستاني، وقد دخلت الشابة البلاد بطريقة غر قانونية من منطقة معروفة بين موقعين في عفرين وإدلب.
لم تجد الشابة المنفذة الرئيسية للعملية والتي قامت على إدارتها بدًا من الاعتراف بارتكاب الحادث أمام الأجهزة الأمنية التركية، وأفادت.
الشرطة التركية أن الشابة التي اعتُقلت اعترفت بشكل تفصيلي بارتكاب الحادث وأضافت الشرطة أن الشابة اعترفت بأنها تصرّفت بناء على أوامر وتعليمات وردتها من حزب العمال الكردستاني، كما تلقّت تعليمات بشأن هذا الهجوم في عين العرب (كوباني) في شمال شرقي سوريا.
وتبين للأجهزة الأمنية التركية أن مدبري ومنفذي الحادث كانوا قد خططوا للهرب إلى اليونان لكن القبض على المنفذة أحبط هروبهم.