على مر التاريخ كان دخول مكة والمدينة المنورة، حيث يوجد مثوى رسول الله ومسجده، قاصرًا على المسلمين، ولا يدخلهما إلا الطاهرين، ويحظر على غير المسلمين تخطي حدودهما.. لماذا تواجدت سيدتين غير مسلمتين بالمسجد النبوي؟
بدأ القصة عندما تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيديو على نطاق واسع تظهر فيه سيدتين وهما داخل ساحات الحرم النبوي الشريف، وهما يرتديان سراويل جينس وشعر مكشوف ،وبجوارهما عسكري يتكلم معهم.
وتسبب مقطع الفيديو في إثارة الكثير من الجدل داخل الأوساط الإسلامية داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، لاسيما أن تواجد السيدتين، مخالف لقدسية المسجد النبوى الشريف، وأن وجودهما بهذه الملابس لا يراعي التقاليد والعادات الإسلامية المحافظة فى مسجد رسول الله.
وبعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية بفيديو يوثق دخول امرأتين غير مسلمتين لساحات المسجد النبوي الشريف بلباس غير مناسب، أصدرت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، بياناً صحافياً توضيحياً حول الحادثة.
وذكرت الوكالة أنه إشارة إلى ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من دخول امرأتين غير مسلمتين لساحات المسجد النبوي بلباس غير مناسب لخصوصية المكان، فقد تبين أن دخولهما عن طريق الخطأ، وقد تم إفهامهما وفق المتبع بخصوصية وقدسية المسجد النبوي، وتعريفهما برسالة المسجد النبوي. وقد أبديتا تفهما لإرشادات العاملين، وعبرتا عن شكرهما وتقديرهما على ما وجدتاه من حسن التعامل.
وتسعى وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي إلى تعزيز السبل والإجراءات التوعوية والإرشادية التي تؤكد على خصوصية المكان وقدسيته لتفادي تكرار ذلك في المستقبل.
كما تؤكد بالتشارك مع الجهات العاملة في المسجد النبوي الشريف حرصها على مراعاة خصوصية مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتسخير كافة الإمكانات لراحة وطمأنينة الزوار والمصلين.
وإذا كنت متجهاً إلى المدينة التي تضم جسد نبي المسلمين محمد وعدداً من صحابته وعائلته، فإن لوحات إرشادية بارزة على مداخل المدينة المقدسة، ستذكرك بأن الطريق المؤدي إليها هو للمسلمين فقط، وأن طريقاً آخر هو المتاح لغير المسلمين، لأنه على المر التاريخ كان الدخول إلى المدينة المنورة قاصرًا على المسلمين ويحظر على غيرهم دخول المدينة المنورة، حماية للمقدسات الإسلامية وأمانة الرسول الكريم.
وذكرت هيئة السياحة السعودية، في دليل الأسئلة الشائعة عن التأشيرة الجديدة التي أطلقتها، أن الحصول عليها لا يخول غير المسلمين بدخول مدينتي مكة والمدينة.
وكانت جهات تصفها السعودية بـ”المغرضة”، تحاول إظهار الإصلاحات التي تنفذها البلاد والأنشطة الثقافية والترفيهية والفنية فيها، على أنها نكوصاً عن حماية قيم الإسلام التي ظلت البلاد معروفة بها، بوصفها قبلة المسلمين ومثوى نبيهم.
وبعيداً عن التلاسن الحزبي، يرى الداعية السعودي صالح المغامسي، أن منع دخول غير المسلمين المدينة في الوقت الحالي، هو تنظيم إداري جيد من حيث منح مثوى النبي خصوصية فريدة، إلا أنه ليس من قواعد الشريعة الإسلامية، وهو أمر محدث يدل تاريخ تأسيس المدينة والحقب التي مرت عليها على خلافه.
وقال: “لم يقل أحد في ما أعلم أنه لا يجوز دخول غير المسلمين المدينة، لأنه لا يوجد دليل منع” مذكراً بسيرة النبي في هذا الشأن حتى عهد عمر الذي كان رحيله على يد رجل غير مسلم.