ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بتداول روادها صورة، قيل إنها تجمع بين الرئيس الروسي والرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وجاء في الصورة أن رجلًا يقدم الطعام للرئيس العراقي خلال زياته للاتحاد السوفيتي، وادعى البعض أن ذلك الرجل البسيط الذي يعمل في الفندق هو سيد الكرملين، واختلفت تعليقات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول صحة الصورة، فما حقيقة تلك الصورة؟
بين مؤيد ومشكك في حقيقة الصورة التي باللون الأسود والأبيض وتظهر موظفًا داخل فندق يقدم واجب الضيافة للرئيس العراقي قال البعض أنه الرئيس الروسي، جاءت ادعاءات البعض أن تلك الصورة حقيقية وأنها تعود لعقود طويلة أي قبل وصول الرئيس الروسي لحكم البلاد.
ولكن الحقيقة أن تلك الإدعاءات غير حقيقية تمامًا، حيث إن تلك الصورة نشرتها وكالة “فرانس برس” في الثالث من مارس عام 1975، وكانت الصورة من داخل من داخل فندق “ماتينيون” في باريس، وظهر في الصورة صدام حسين، حين كان نائبا للرئيس العراقي، بصحبة رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك جاك شيراك، وتظهر أيضًا موظف بسيط يحمل آنية ويقدمها للرئيس العراقي، ولكن ليس له أي علاقة بالرئيس الروسي لا من قريب ولا من بعيد.
وأكد أيضًا موقع وكالة Getty Images حقيقة الصورة حيث أشار الموقع إلى أن تلك الصورة تعود إلى عام 1975 في العاصفة الفرنسية باريس، وكتب الموقع على الصورة قائلًا: “كرئيس للوزراء، رحّب شيراك بصدام حسين في فرنسا، واصفا إياه بـ”الصديق الشخصي”.
ونشر Getty Images صورة أخرى أيضًا، لغداء صدام حسين وشيراك في ذلك اليوم، ويظهر فيها الرجل ذاته الذي زعم أنه الرئيس الروسي الذي كان يقف الى جانب صدام حسين، حاملا الآنية والصينية الكبيرة ذاتها في الصورة المتداولة، وكان واضحًا جدا أن الرجل الذي في الصورة لا يشبه الرئيس الروسي الذي كان يبلغ 23 عاما عام 1975.
حيث إنه في نفس عام الصورة 1975 ، كان بوتين تخرج من قسم القانون بجامعة ولاية لينينجراد، ويخضع حينها لدورة تدريبية جديدة من معهد أندروبوف التابع لجهاز المخابرات الروسية لعملاء الـ”كي جي بي” في لينينجراد عام 1976، وفي عام 1985، تخرّج من الـ (كي جي بي).
وهذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها تلك الصورة بنفس الاداعات واختلافات الاراء بين جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سبق وانتشرت تلك الصورة لأول مرة قبل أكثر من 5 سنوات، لكنها عاودت الظهور ثانية على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بتعليقات مغلوطة.
جدير بالذكر أن العلاقات الفرنسية العراقية في ذلك الوقت كانت جيدة بين البلدين، حيث إنه في عام 1974 إتفق رئيس الوزراء الفرنسي جاك شيراك مع نائب رئيس العراق صدام حسين بقيام فرنسا ببناء مفاعل نووي للعراق ولكنه فُجر لاحقًا في عام 1981، وخلال الحرب العراقية الإيرانية وقفت فرنسا بالكامل مع العراق ودعمته بالأسلحة، إلى أن انقطعت العلاقات عام 1990.