واصل المحتجون الغاضبون من إصلاحات معاشات التقاعد التي اقترحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تنظيم مظاهرات متفرقة في مختلف أنحاء البلاد، فيما شدد إيمانويل ماكرون على أنه لن يرضخ للعنف.
التظاهرات التي تشهدها فرنسا حولت الشوارع إلى ساحات معارك بين المتظاهرين والشرطة، هل يتراجع ماكرون عن قراره لإرضاء الشعب؟ وما سر أكوام القمامة في شوارع باريس؟ ولماذا رفض ملك بريطانيا زيارة ماكرون؟ كل هذا وأكثر نقدّمه في التقرير التالي:
اجتاحت مدن فرنسا خاصة العاصمة باريس، خلال الأيام الماضية، مظاهرات مليونية، بسبب مقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإصلاح نظام التقاعد الذي مررته الحكومة من دون إجراء تصويت برلماني.
وأغلق المحتجون طريق الوصول إلى مبنى مطار، وأغلقوا بعض المصافي والموانئ، وجلسوا على سكة القطارات، فيما اشتبك آخرون مع الشرطة، وألقوا مقذوفات على مركز تابع للشرطة.
وتجددت الاشتباكات بين المحتجين والشرطة الفرنسية في وسط العاصمة باريس، حيث أكد الاتحاد العام للشغل بفرنسا أن أكثر 800 ألف متظاهر في باريس فقط، موضحا أن هذا الرقم غير مسبوق، وذلك بعد أن قرر الرئيس إيمانويل ماكرون رفع سن التقاعد من 62 إلى 64.
وتباطأت حركة القطارات ومُنعت صفوف من الشاحنات من الوصول إلى ميناء مرسيليا التجاري، ولا تزال الأنقاض متناثرة في شوارع باريس بعد المظاهرات المليونية التي تشهدها البلاد.
إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، القبض على 457 شخصا، موضحًا أن أكثر من 903 حرائق اندلعت في صناديق القمامة ومرافق أخرى بالشوارع.
كما أوقفت الشرطة الفرنسية العشرات من المتظاهرين في ساحة كونكورد، بالقرب من مبنى البرلمان.
وأكد «دارمانان»، أنه تزامنا مع دخول الاحتجاجات يومها التاسع قد أصيب أكثر من 441 شرطيًا نتيجة تلك المظاهرات.
وجاء رد الحكومة الفرنسية على كل تلك التظاهرات بسبب مشروع إصلاح نظام التقاعد، إنه من الضروري تغيير نظام المعاشات، وذلك لضمان عدم إثقال النظام ومنع انهياره.
على صعيد متصل، أوضحت الرئاسة الفرنسية «الإليزيه»، اليوم الجمعة، أنه تم تأجيل، زيارة الملك تشارلز الثالث إلى فرنسا، نتيجة التظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها البلاد ضد إصلاح نظام التقاعد.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية في بيانها، أنه تم تأجيل زيارة الملك تشارلز الثالث ملك إنجلترا إلى فرنسا بسبب الاحتجاجات والتظاهرات، حيث أنه كان من المقرر أن تستمر الزيارة خلال الفترة من 26 إلى 29 مارس.
وأوضح البيان أنه كان من المتوقع أن يصل ملك إنجلترا تشارلز الثالث إلى العاصمة الفرنسية باريس، يوم الأحد المقبل في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، وتعتبر تلك الزيارة هي الأولى للملك إلى الخارج منذ توليه العرش.
وفي الوقت الذي تتحدث فيه النقابات واليسار السياسي عن نجاح المظاهرات، لا تزال هناك أسئلة عن سير الأوضاع في فرنسا، وتأمل الحكومة في أن تفقد الاحتجاجات زخمها وأن يؤدي العنف في الشوارع إلى إبعاد الناس عن المشاركة فيها.