قد تقودك صدفة ما إلى عالم لك تتوقع أن يكن لك به مقعدًا ذات يوم، فبدون تخطيط منك تجد حياتك انقلبت رأسًا على عقب، ربما للأفضل وقد يكون العكس تمامًا، لكن ما حدث مع ذلك الشاب السوداني بحلقة درامية ضمن السلسلة الأسطورية ألف ليلة وليلة، فما هي قصة ذلك الشاب وكيف تحولت حياته من القاع إلى القمة، هل وجد مصباح علاء الدين أم ماذا حدث ، هذا ما سنرويه في التالي:
القصة بدأت مع ذلك الشاب السوداني الذي لم يكن يبلغ من العمر حينها سوى 18 عامًا، فالشاب الذي كان يعمل راعيًا للأغنام تحولت أغنامه إلى ذهب، في صدفة أقرب إلى الخيال.
ذلك الشاب، الذي يسكن بمنطقة تسمى “فنقوقة الجبل” إحدى قرى منطقة جبل موية، تقع على الجانب الغربي لولاية سنار (300) كلم جنوب العاصمة السودانية الخرطوم.
لم يكن يعلم أن صدفة محظوظة بانتظاره، ستقلب حياته رأسًا على عقب، فعلى الرغم من الروايات المتضاربة حول ما جرى معه.
إلا أن البعض أكدوا ، أنه ذات يوم وبنفس المكان، وجد صدفة جرّة مليئة بالذهب، حيث حظي بفخّارة أثناء استرخائه بعد أن جرفت السيول التراب حولها، وكأن تلك السيول جاءت لتُغيير حياة ذلك الشاب ولكن لأفضل مما كان يتخيل.
وما إن انكشف الجزء العلوي منها، حتى ضرب بعصاه الجزء المكشوف ليتفاجأ بوهج المعدن النفيس، فأخرج الجرّة ، التي اكتشف أن بداخلها أساور وقلائد وسبائك ذهبية مختلفة الحجم والوزن، لتتحول عند تلك اللحظة حياته بشكل لم يكن يتوقعه.
أما الرواية الثانية، والتي جاءت على لسان ابن عمه، فقد تبدو مختلفة تمامًا عن تلك الأولى.
وبحسب رواية الرجل، فقد حدثت الواقعة قبل أسبوع، عندما كان ابن عمه يرعى غنم القوم مع صديقه في منطقة “فنقوقة الجبل”.
وأضاف أن الشاب صادف رجلاً وصل إلى المنطقة على متن عربة نصف نقل، ثم بدأ بتشغيل جهاز يدوي للتنقيب عن الذهب، ولم يلبث إلا قليلاً حتى أصدر الجهاز صافرات، تشير إلى وجود المعدن، فحمل ما يستطيع حمله وغادر المكان مسرعاً خوفاً على حياته.
وتابع قريب الشاب، أن ابن عمه الراعي وصديقه بدءا في البحث والتنقيب إلى أن وجدا الذهب أيضاً، ثم توجها إلى مدينة سنجة حاضرة ولاية سنار، لبيعه هناك، وما إن انتشرت القصة حتى شهدت المنطقة، تدفق مئات الباحثين عن الذهب، حيث عثروا فعلاً على المعدن الثمين.
ويذكر أن جبل موية يقع بولاية سنار، ويبعد حوالي 25 كلم من النيل الأزرق، ولكن في حال صدقت أيًا من الروايتين، فالحقيقة الثابتة هنا، أن الصدفة لعبت دورًا كبيرًا في تغيير مصير ذلك الشاب، فبعد أن كان يعد أغنامه، فاليوم يعد كنوزه ، ويشتهر الموقع بمدافنه الأثرية التي تعود إلى مملكة سنار أو سلطنة الفونج (1504- 1821م).