يبدو أن الوقائع فى أوكرانيا، تصر على إبراز كل جديد فيما وصلت إليه الترسانة العسكرية للدول، حيث هددت موسكو بنقل ميادين الوقائع فى أوكرانيا من على الأرض إلى الفضاء.. على ماذا أقدمت موسكو؟
أعلنت الخارجية الروسية، أن الأقمار الاصطناعية الأمريكية قد تصبح أهدافا مشروعة لضربها إن استخدمت بالنزاع في أوكرانيا.
وقال نائب مدير شؤون الحد من الأسلحة وحظر الانتشار النووي في الخارجية الروسية قنسطنطين فورونتسوف خلال اجتماع اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة: “نريد أن نركز على منحى خطير للغاية تجلى بوضوح في مسار الأحداث في أوكرانيا. نحن نتحدث عن استخدام الولايات المتحدة وحلفائها لمكونات البنية التحتية المدنية في الفضاء، بما في ذلك التجارية منها في النزاعات المسلحة”.
وأضاف: “قد تصبح البنية التحتية شبه المدنية هدفا مشروعا لضربها. ونتيجة لأعمال الغرب، فإن الأنشطة الفضائية السلمية والعمليات الاجتماعية والاقتصادية في العالم، والتي تعتمد عليها رفاهية الناس في المقام الأول في البلدان النامية، معرضة لمخاطر غير مبررة”.
وجاء الرد سريعا من الإدارة الأمريكية، فأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، أنه سيتم الرد بطريقة مناسبة على أي استهداف روسي ضد الأقمار الصناعية.
ولفت إلى أن واشنطن ستحمّل روسيا مسؤولية أي استهداف من هذا القبيل في حال حدوثه. وكان بن والاس وزير الدفاع البريطاني، حذر مطلع الشهر الجاري من أن روسيا تستعد لشن عركة فضائية ضد الغرب.
وحذر بن والاس آنذاك من القدرات التي تمتلكها روسيا في هذا المجال والتي قد تلجأ إليها بعيدا عن العمليات الجارية في الميدان بأوكرانيا.
وكانت روسيا أعلنت أنها تمتلك جيل جديد من أنظمة الليزر، والذى أعلن عنه الرئيس فلاديمير بوتين لأول مرة في عام 2018، وقالت موسكو إنها طورته لدرجة أنه يمكنه تعطيل الأقمار الصناعية التي تدور في مدارات حول العالم وتدمير الطائرات المسيرة.
ولا يُعرف الكثير عن قدرات نظام الليزر، الذي أُطلق عليه اسم بيرسفيت نسبة للراهب الأرثوذكسي من العصور الوسطى ألكسندر بيرسفيت، إلا أن بوتين لم يكشف سوى عن القليل من المعلومات حول ذلك الظام وظلت تفاصيله سرية.
ولكن يوري بوريسوف نائب رئيس الوزراء المسؤول عن التطوير العسكري فى موسكو، أكد أن بيرسفيت يجري نشره بالفعل على نطاق واسع ويمكنه تعطيل الأقمار الصناعية حتى 1500 كيلومتر فوق سطح الأرض.
فيما كشفت تقارير إعلامية وصور فضائية عن تركيب روسيا نظام ليزر جديد يسمى “كالينا” في منشأة للمراقبة الفضائية شمال القوقاز، بهدف التعتيم على الأقمار الصناعية التي تحاول مراقبة البلاد.
وأوضح التقرير أن من شأن هذا النظام الجديد استهداف الأنظمة البصرية لأقمار التصوير الصناعية الأجنبية التي تمر فوق الأراضي الروسية.
وأشار إلى أن نظام “كالينا” سيُكمل الآن نظام مجمع الليزر الروسي “بيريسفيت”، المصمم بشكل أساسي لتعطيل الأقمار الصناعية، والذي تم استخدامه منذ أواخر عام 2019.
فيما كانت وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية قد حذرت من أن الصين وروسيا تواصلان تطوير ونشر أنظمة يمكنها استهداف الأقمار الصناعية الأمريكية.
وتشهد الأراضى الأوكرانية وقائع عسكرية كبيرة منذ دخول القوات الروسية حدود جارتها أوكرانيا فى 24 فبراير الماضى، فتواصل روسيا انطلاقاتها داخل الأراضي الأوكرانية فيما يواصل جيش كييف مدعوما من دول الناتو التصدي للمغامرة الروسية.
التهديد من قبل الجيش الروسى باستهداف الأقمار الصناعية الأمريكية فى الفضاء هو كتابة لتاريخ جديد فى استراتجيات الوقائع العسكرية كما كانت الدورون رقم وعامل مهم خلال الوقائع الأخيرة، لاسيما أنه سيكون الأول من نوعه لاستهداف أقمار مدنية ويفتح الباب أمام التسليح فى الفضاء.. فهل تنفذ روسيا تهديداتها؟