مع مضي قرابة أسبوع على الاشتباكات في السودان بين الجيش وقوات التدخل السريع، تتوالى عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان برا وبحرا وجوا، ومصر تنجح في فتح ممرات آمنة في العاصمة السودانية لإجلاء الرعايا المصريين والأجانب، ونجحت حتى الآن في إجلاء المئات، فيما تتأهب جيوش دول أخرى لمساعدة رعاياها هناك، فما الذي يحدث في السودان حاليا.
وسط تعثر خطوات الوصول إلى حلول لأزمة السودان، و التي وصلت إلى “مرحلة اللاعودة”، بدأت العديد من الدول العربية و الأجنبية عمليات إجلاء رعاياها من ثالث أكبر بلد أفريقي.
أمسكت مصر بزمام المبادرة في إجلاء رعاياها من السودان، كأول دولة في العالم تنقل جاليتها من الأراضي السودانية بعد الاشتباكات العنيفة القائمة بين الجيش و قوات التدخل السريع.
أعلنت الخارجية المصرية، أن هناك تنسيق كامل مع الجانب السوداني، للعمل علي إجلاء الجالية المصرية، داعية الموجودين خارج الخرطوم للتوجه إلى أقرب نقطة لهم تمهيدا لإجلائهم.
كما حثت الخارجية المصريين المتواجدين في السودان، على البقاء في منازلهم لحين تحسن الأوضاع الأمنية بالعاصمة، بما يسمح بإجلائهم في إطار الخطة الموضوع لإجلاء المصريين المتواجدين في السودان.
و في السياق ذاته، صرح السفير أحمد أبوزيد، المتحدث باسم الخارجية المصرية، أنه حتي لان تمكنت الدولة المصرية، من إجلاء 436 مواطناً من السودان عبر الطريق البري بالتنسيق مع السلطات السودانية.. وبالفعل وصلت بعض الحافلات التي تقل مصريين وجنسيات أخرى إلى معبر أرقين الحدود بين مصر والسودان، بعد رحلة برية شاقة مليئة بالمخاطر.
ومن جانبها، أعلنت الولايات المتحدة، أن قوات خاصة، قامت باجلاء جميع الموظفين الحكوميين الأمريكيين وعائلاتهم، بجانب عدد قليل من الدبلوماسيين من بلدان أخرى، وذلك باستخدام طائرات هليكوبتر أقلعت من قاعدة في جيبوتي وتزودت بالوقود في إثيوبيا.
وأعلنت المملكة العربية السعودية وصول أول سفينة إجلاء من السودان تضم 50 مواطنا وعددا من رعايا الدول الشقيقة”، مشيرة إلى أن هناك أربع سفن أخرى قادمة من السودان الى جدة على متنها 108 أشخاص من 11 دولة”، وفقا لما اوردته قناة الإخبارية السعودية.
و في السياق ذاته، قال ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، إن القوات المسلحة البريطانية قامت بتنفيذ عملية إجلاء معقدة وسريعة لجميع الموظفين الدبلوماسيين وعائلاتهم من السودان، مضيفًا أن الحكومة ستواصل السعي بكل الطرق لوقف إراقة الدماء في السودان وضمان سلامة البريطانيين المتبقين هناك.
و من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع، أنها علي استعداد تام لفتح جميع المطارات السودانية أمام حركة الملاحة الجوية بشكل جزئي، وذلك من أجل مساعدة الدول التي تريد إجلاء رعاياها.
مؤكده أن هذه الخطوة تأتي بناء على الهدنة الإنسانية التي أعلنتها لمدة 72 ساعة، والتي بدأت صباح الجمعة، من أجل تسهيل حركة المواطنين والمقيمين، وإجلاء رعايا الدول الأجنبية.
وتسببت الاشتباكات التي اندلعت قبل ثمانية أيام بين الجيش وقوات الدعم السريع في أزمة إنسانية، كما تسببت في إن يلقي 420 شخصا حتفهم والحيلولة دون حصول ملايين السودانيين على الخدمات الأساسية.
عمليات الإجلاء سلطت الضوء على المستقبل الذي بات ينتظر البلد الأفريقي، بحسب مشرعين أمريكيين مطلعون على الأمر، قالوا إن المخاطر كبيرة على المنطقة برمتها.. فإلى متى ستستمر الازمة في السودان؟