بعد أن تعقدت أزمة إثيوبيا واقتربت النزاعات من عامين أصبح عدم الاستقرار بطول القارة الإفريقية بالكامل بل امتد ليشمل أمريكا والتي مددت حالة الطوارئ الوطنية في البلاد لعام آخر، وذلك على خلفية الأوضاع في إثيوبيا.
فالأزمة الإثيوبية التى بدأت فى 2020 شهدت العديد من التقلبات والانتهاكات التى قامت بها قوات رئيس الوزراء آبي أحمد اتجاه شعب تيجراي.
فرغم الهدنة التى أعلنتها قوات آبي أحمد من طرف واحد فى مارس الماضي، شنت القوات نفسها تصعيدا خطيرا اتجاه قوات جبهة تحرير التيجراي.
وعلى مدار الفترة الماضية لم تشهد ساحة الصراع داخل إثيوبيا أى هدنة تذكر، بل طالبت المنظمات الدولية، ومن بينها الأمم المتحدة، بضرورة وقف الهجوم الذى شنته القوات الحكومية تجاه شعب التيجراي والسماح بدخول المساعدات.
كل ذلك جعا أمريكا ترى أن حالة الطوارئ الوطنية تأتي للتعامل مع الخطر غير المعتاد والاستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، والذي يشكله الوضع في شمال إثيوبيا.
كما سعى الاتحاد الأفريقي خلال الفترة الماضية إلى الوساطة والحل للأزمة الإثيوبية، حيث أعلن تمديد تفويض المبعوث الخاص للقرن الأفريقي لمواصلة تعامله مع الطرفين والجهات الفاعلة الدولية للعمل من أجل السلام والمصالحة في إثيوبيا والمنطقة.
وفى إطار وساطات الاتحاد الأفريقي التى لم تنجح حتى هذه اللحظة فى الوصول لحل للأزمة الإثيوبية، ومع تعنت آبي أحمد، قام رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بعقد لقاء موسع مع المبعوث الأمريكي الجديد للقرن الأفريقي مايك هامر الذي يزور أديس أبابا، و”اتفقا على ضرورة أن يدعم الشركاء الدوليون العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي مع الأطراف لإنهاء الصراع في إثيوبيا”.
ودعا زعيم جبهة تحرير شعب تيجراي إلى هدنة مشروطة ووقف للأعمال العدائية في ظل تصاعد النزاع على جبهات عدة.
وارتكزت الهدنة التى أعلن عنها زعيم جبهة تحرير التيجراي على أربعة شروط تشمل “وصول المساعدات الإنسانية بدون قيود”، وإعادة الخدمات الأساسية إلى تيجراي.
وطالبت جبهة تحرير تيجراي مجلس الأمن الدولي بضمان انسحاب القوات من غرب تيجراي. وكانت بداية الأزمة في نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء أبي أحمد قوات للإطاحة بجبهة تحرير شعب تيجراي التي كانت تحكم الإقليم، قائلاً إن الخطوة جاءت للرد على هجمات نفّذتها المجموعة ضد معسكرات للجيش.
وتشهد الأزمة الإثيوبية تصعيدًا على مدار الأيام الماضية وهي التي وصفتها جبهة تحرير تيجراي، بأنها “اشتباكات دفاعية” في ضوء اتهام الجبهة للحكومة الإثيوبية بالتورط في البدء بالهجوم على إقليم تيجراي شمالي البلاد. فهل يخطط آبي أحمد للإطاحة بشعبه؟وإيهامهم بشأن سد النهضة؟
فأكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، أن معظم تصريحات القيادة الأثيوبية عن سد النهضة موجهة للداخل أكثر منها للخارج وتصريحات اكتمال التخزين الثالث لملء السد غير صحيح.
ويوضح أن تشغيل توربينات سد النهضة ضعيف للغاية بسبب اعدم اكتمال الملء، وتوربينات السد تعمل ساعتين في اليوم على الأكثر، مؤكدا أن ملء السد الاثيوبي لن يؤثر على المواطن المصري. وذلك بعد عدم نجاح آبي أحمد أيضا في المفاوضات المتكررة لحل أزمة سد المهضة مع دول المصب!