العديد من الظواهر الغريبة أصبحت تحدث في البحر المتوسط بعد الزلزال التركي المدمر في السادس من فبراير الماضي، بين انسحاب للمياه وغمر للشواطئ، ضربت ظاهرة غريبة جديدة سواحل دولة عربية خلال الساعات الماضية، تسببت في هرب المئات من على الشواطئ، حيث تغير لون البحر إلى الأخضر وانبعثت الروائح الكريهة من المياه.. ماذا يحدث في البحر المتوسط؟
على الرغم من مرور نحو 4 أشهر على الزلزال التركي المدمر الذي ضرب الأرض في السادس من فبراير الماضي، وتسبب في ظواهر غريبة في البحر المتوسط بالإضافة إلى تأثيره المدمر والخسائر المادية والخسائر في الأرواح.
حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في تونس خلال الساعات الأخيرة، صورا ومقاطع فيديو لشواطئ الضاحية الجنوبية للعاصمة، تظهر تغيّر لون البحر من الأبيض إلى الأخضر، في ظاهرة أثارت جدلا واسعا ومخاوف من تعرض المنطقة للتلوث، فيما أرجع البعض أن ذلك يعود إلى تأثير الهزات الأرضية في شرق المتوسط.
وحدثت هذه الظاهرة غير المسبوقة في شواطئ حمام الأنف والزهراء وبوقرنين الواقعة جنوب العاصمة التونسية.
وأكد شهود عيان، أن المئات اضطروا لمغادرة الشاطئ والخروج من المياه بسبب هذه الظاهرة الغريبة، حيث أن تغير اللون ترافق معه أيضا انبعاث روائح كريهة من المياه، بالإضافة إلى رحيل عدد من الأحياء البحرية وظهورها على سطح المياه.
وعلى الفور تفاعلت السلطات التونسية مع الحدث، حيث أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري، أن التحاليل المجهرية التي أجراها فريق من المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، أظهرت أن لون مياه البحر الأخضر راجع إلى التكاثر الهائل للطحالب الدقيقة بما يعرف بإزهار العوالق النباتية التي تنتمي إلى مجموعة غير مضرة.
وأوضحت الوزارة أن هذه الظاهرة طبيعية وتحدث بشكل عام على خلفية إثراء البيئة البحرية بالمغذّيات، إضافة إلى أشعة الشمس ودرجة الحرارة المرتفعة والرياح الذين لعبوا دورا رئيسيا في بروز هذه الظاهرة مع الأمطار التي سقطت مؤخرًا
في الأثناء، ورغم تأكيد السلطات الرسمية أن تغيرّ لون مياه البحر إلى الأخضر ظاهرة طبيعية، يعتقد السكان أن هذه الظاهرة لها علاقة كذلك بالتلوث الذي تشهده شواطئ المنطقة، التي تحولّت منذ سنوات إلى مصبّ لمياه الصرف الصحيّ والنفايات وغير صالحة للسباحة.
ومنذ سنوات، تطالب جمعيات ناشطة في المجال البيئي بإيجاد حل لمشكلة تلوث الشريط الساحلي للضاحية الجنوبية للعاصمة، محذّرة من كارثة بيئية قد يسببها مزيد إلقاء فضلات المصانع وديوان التطهير بالبحر.
وكانت شهدت عدة مناطق في محافظة الإسكندرية المصرية، تغير لون البحر مائلا إلى الأخضر خاصة على كورنيش المدينة أو الأسود في مناطق محدودة بشواطئ الثغر، وسط قلق وحيرة ودهشة للمواطنين والمهتمين بالبحر.
وفي محاولات لتفسير الأمر وهل له علاقة بالزلازل التي تحدث بحوض البحر المتوسط ومناطق مختلفة حول الإسكندرية ومصر بشكل عام أو أن هناك تسونامي أو زلازل مدمر سيضرب المدينة.
وأوضح معهد علوم البحار بالإسكندرية أن ما يحدث من تغير لون البحر المتوسط على شواطئ الإسكندرية لا يتعلق بظواهر الزلازل أو الفيضان أو أي درجة من درجات التلوث لمياه البحر، وإنما ظاهرة طبيعية ترجع إلى تغير حاد في اتجاه الريح مع تغير في درجات الحرارة ونشاط الكائنات والهائمات النباتية والبحرية الموجودة بقاع البحر.