عاصفة اقتصادية واجتماعية وسياسية شديدة يواجهها رئيس وزراء المملكة المتحدة ريشى سوناك الذى لم يلبث إلا أيام قليلة فى منصبه، بين اضرابات شاملة وشلل تام في قطاعات عدة، وبين استقالة أول وزير فى حكومته يزداد ضغط أحزاب المعارضة على حكومة أصغير رئيس وزراء فى تاريخ المملكة المتحدة.. فهل يعبر البحر الهائج بفضل تميمة حظه؟
يواجه رئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك، والذى تم تكليفه بتشكيل الوزراة منذ أيام قليلة، خلفا لـ “ليز تراس”، التى فقدت ثقة حزبها والبرلمان البريطانى بشكل عام بعد فشلها الكبير فى الفترة الصغيرة التى تولت فيها الحكم المقدرة بـ 44 يوما فقط، أزمة حياته، فرجل الأعمال الغنى يعيش كابوسه فى ظل زيادة موجة الإضرابات والمطالبة بزيادة المرتبات بسبب التضخم وانخفاض القيمة الشرائية
قال مراسل الغد في لندن، إن قطاع السكك الحديدية في عموم المملكة المتحدة يعاني من شلل شبه تام جراء الإضراب الذي بلغت نسبة المشاركة فيه 90% لكل الخطوط من وإلى العاصمة لندن، بإستثناء 3 خطوط غير حيوية فقط مستمرة في العمل.
وأوضح أن الإضراب أثر بشكل كبير في بريطانيا على حركة التنقل للموظفين وخصوصا في ساعات العمل كما أثر على حركة السيارات الأجرة التي استخدمت كبديل للقطارات مما تسبب في حالة اكتظاظ شديد في حركة المرور والمواصلات.
وأشار إلى أن هذا الإضراب هو الثالث في غضون 10 أيام ، وذلك كوسيلة ضغط تتبعها النقابات لرفع الأجور بأكثر من 10%، حيث أن تكلفة المعيشة ارتفعت إلى 14%.
ونفذت نقابات موظفي السكك الحديدية تهديدها بإضراب شبه شامل في البلاد من أجل الضغط على شركات خطوط السكك الحديدية برفع الأجور، ومنذ يونيو الماضي بدأت الإضرابات في قطاع القطارات، لكن ارتفعت حدتها هذا الشهر مسجلة الإضراب الثالث خلال عشرة أيام فقط.
وتهدد نقابات الممرضين بإضراب آخر، مما يشير إلى أن بريطانيا سوف تشهد سلسلة من الإضرابات خلال الفترة المقبلة .
ما يضع رئيس الوزراء الهندوسى فى موقف صعب، لاسيما بعد اتساع قطاعات الإضراب لتشمل نقابات عدة، كما أنه يواجه أزمة مع البرلمان مع تهديدات بسحب الثقة منه مثل سابقته لاسيما أن حزب المعارضة يضعط بقوة على إجراء انتخابات مبكرة فى ظل فشل المحافظين فى قيادة البلاد فى وقت صعب على البلاد جراء تداعيات المعارك الروسية الأوكرانية والتى أثرت على ارتفاع أسعار الغاز، وتسبب فى إفلاس عدد كبير من الشركات وتوقف عدد كبير من المصانع إلى جانب ارتفاع التضخم وانخفاض الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار.
وأصبح الضغط أكبر على حكومة ريشي سوناك أو أوباما الهندي كما يطلق عليه لأن صاحب أول بشرة ملونة يقود المملكة المتحدة، بعد استقالة أول وزير في حكومته بعد أسبوعين فقط من توليه منصبه حيث تقدم وزير الدولة السير غافين وليامسون باستقالته، ليصبح أول عضو في الحكومة البريطانية الجديدة بقيادة ريشي سوناك يتخلى عن منصبه، بعد نحو أسبوعين من تشكيلها.
وقالت نائبة زعيم حزب العمال أنجيلا راينر، إن الواقعة أظهرت أن “حكومة أخرى من حزب المحافظين قد انزلقت في حالة من الفوضى”.
وفي أكتوبر الماضي، أصبح سوناك ثالث رئيس وزراء لبريطانيا خلال شهرين، وتعهد بإعادة النزاهة والكفاءة المهنية إلى الحكومة بعد اضطرابات على مدى أشهر في عهد سلفيه ليز تراس وبوريس جونسون.
وأكد كثيرون أن سوناك سيعبر هذه الأزمة بفضل معتقداته الهندوسية طالما يرتدى السوار الأحمر، الذى ظهر خلال أدائه القسم أمام الملك، وخلال استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى له فى كوب 27، فهو أحد الطقوس الدينية خاصة برئيس الوزراء والذى تعود جذوره إلى الهند وهناك يكون لهم طقوس أو رموز يتفائلون بها، ووفقاً لصحيفة الجارديان، فإن الهندوس يرتدون هذا السوار تقليديّاً للحماية.
مع الكم الهائل من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، يجب أن نتسائل هل ينجح السوار الأحمر فى حماية ريشى سوناك خلال قيادته لسفينة المملكة المتحدة فى بحر هائج من الإضرابات وضغط حزب المعارضة؟