في عمق صحراء الجزائر، الزمان خلال القرن الخامس الميلادي، هنا وفي هذا الوقت جاءت امرأة فارّة من زواج أرغمها عليه والدها، كانت تقيم في منطقة تافيلالت بالمغرب، وما كان أحد من الناس يدري أن هذه الفارّة ستصبح ذات شأن عظيم، ملكة دارت حولها الأساطير والقصص، ملكة حتى بعد اكتشاف ضريحها بقي الجدل حولها قائما بل وامتد ليشمل موضوعا آخر، فما علاقة الملكة تينهنان بقبائل الطوارق وما علاقة مملكة أطلنتس الضائعة بالملكة تينهنان والمغرب العربي، دعونا نعرف سويا
قبائل الطوارق هم من شعوب الأمازيغ المنتشرين في أكثر من بقعة جغرافية فلهم الحضور في الصحراء الكبرى وفي جنوب الجزائر وأزواد في شمال مالي وفي شمال النيجر وكذلك جنوب غرب ليبيا وصولا إلى شمال بوركينا فاسو.
الطوارق لهم لهجتهم الخاصة والتي يستخدمون فيها أبجدية حروف التيفيناغ وهي من أقدم الأبجديات على وجه الكرة الأرضية وأكثرها غموضا.
الطوارق مجتمع له عاداته الخاصة وتقاليده الفريدة ومن المعروف عنهم بل هو كعلامة مسجلة لباسهم الأزرق ولثامهم الأزرق في أغلب الأحيان مما أكسبهم لقب الرجال الملثمين أو الرجال الزرق.
أما الملكة تينهنان امرأة أصبحت ملكة وأم جميع الطوارق بحسب تراث مجتمع الطوارق في القرن الرابع الميلادي وساهمت بشكل كبير في تقدير المرأة واعطائها دور كبير في مجتمع قبائل الطوارق الملكة تينهنان.
كانت أميرة وقد هربت من موطنها لأسباب عديدة ومختلفة، فتارة تكون هاربة من الأجزاء الشمالية من الصحراء وتارة أخرى تكون هاربة من منطقة تافيلالت في جبال الأطلس في المغرب لأسباب أيضا اختلفت بحسب الروايات.
ما بينها هرب الملكة تينهنان بسبب إجبار والدها لها على الزواج بأحد الأمراء الأفريقيين وما بين مضايقات تعرضت لها من قبل الأسرة الحاكمة في تلك المنطقة، إلا أن المتفق عليه أن الملكة تينهنان كانت دائمة البحث عن الحرية وربما من هنا اكتسبت اسمها الذي يعني حرفيا باللغة العربية بعد ترجمتهم لغة تماهق القديمة ناصبة الخيام كدليل واضح على كثرة سفرها وترحالها بحثا عن الحرية حسنا.
وبالفعل سارت تينهنان وقافلتها حتى وصلوا إلى جبال اهاغار أو الهقار كما تعرف، وهناك انفرجت أسارير الأميرة حيث ظهر الماء والطعام الوفير فاستقرت الأمير هناك وبدأت بتشييد مملكتها الجديدة لتصبح الملك المطلقة على هذه المملكة
ومنها انبثقت سلالة الطوارق لذلك فهي بحسب تراث الطوارق أمهم الأولى.
أما ضريح الملكة تينهنان هو ضريح تم اكتشافه في منطقة أبلسة الواقعة في منطقة الهقار عام 1925 وهذا الضريح تم اكتشافه من قبل بعثة مشتركة أميركية وفرنسية بقيادة عالم الآثار الكونت بايرون بوروك.
ولكن الأغرب من كل هذا ما قيل في حقها أنها آخر ملوك مملكة أطلنطس الغامضة مدعو هذا الأمر يرون أن كون أصلها مجهول وقصة هروبها من الشمال، وكلام هيرودوتس حول كون الأطلنطية هم أسلاف الأمازيغ ومنهم الطوارق دليل على ما يدعون أكثر من هذا نحن نعلم جميعا أن شعب قارة أطلنتس الغامضة في أغلب الروايات المصورة أطلق عليهم اسم الشعب الأزرق وفي المقابل الطوارق معروفين بثيابهم ولثامهم الأزرق الذي أدى تحلله في بعض الأحيان إلى اكتساب بشرتهم اللون الأزرق
وهكذا بالنسبة لمدعي هذه النظرية والمؤمنين بها تم الربط بينهم وبين شعب أطلنتس وأصبحت ملكتهم وأمهم الأولى الملكة تينهنان آخر ملكة من أطلنتس.
وحتى الآن لا يوجد دليل واحد يؤكد هذه النظرية وانما هي فرضية متوقعة، أسطورة هذه الملكة المقدسة والمحترمة أغنت الحضارة الأمازيغية الغنية بالأصل بالتراث والإرث العميق، وقد تكون هذه الأسطورة وحل لغزها الباب إلى حل وفك الغموض يلف بعض جوانب هذه الحضارة العريقة.