بملامح بريئة ونظرات هادئة استحوذت تلك الفتاة على قلب الزعيم الكوري الشمالي يصطحبها في أخطر المهام التي يباشرها على الإطلاق ليظهر الفتاة للمرة الأولى مهتما بشخص معه ويحرص عليه أثناء الإشراف على عملية حساسة.
جميع أخبار الزعيم سر مقدس قد يدفع من يحاول المساس بها حياته ثمنا لذلك.. أو هكذا تعارف الشعب الكوري الشمالي على سياج المحرمات التي تحيط بزعيمهم كيم جونج أون.
حياة أسرة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون وأبنائه على درجة عالية من الحساسية، ويندر أن يتعرض لها الإعلام في ذلك البلد الذي يسوده التعتيم الإعلامي إلى أبناء الزعيم الذين نالوا حظا من المهابة الجبرية المفروضة على الشعب الكوري الشمالي الذي يقترب تعدد سكانه من ستة وعشرين مليون نسمة.
برغم التصريحات التي تنقلها وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن الزعيم، بوصفها المصدر الأول لأخباره التي يحرم تفسيرها أو ترويجها دون أمر من كيم شخصيا، إلا أن الحدث الأهم الذي شغل العالم خلال الساعات الماضية كان انتشار صور فتاة كانت بصحبة الزعيم الكوري الشمالي أثناء قيامه بمهمة نوعية. فمن هي تلك الفتاة.
ما أن نشرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية صورة الزعيم وابنته، إلا واندلعت الأقاويل بشأنها فلماذا أصر كيم على اصطحابها أثناء مباشرته إطلاق مقذوفات في تلك المرة، والمعروف عن الرجل أنه لا يصدر أمرا أو يباشر مهمة من مهماته دون ترتيب دقيق وإصرار واضح على توجيه رسائل للخارج وتحذير من يصفهم بالأعداء من أي تفكير فيما يسميه «أحلام الغزو».
الصور التي لاقت اهتماما خارج حدود كوريا الشمالية؛ أظهرت الزعيم الكوري الشمالي أثناء تفقده عملية إطلاق المقذوفات مصطحبا معه ابنته والتي لا يعلم الشعب عنها معلومة سوى صورتها المتداولة شأنها شأن بقية أسرة الزعيم الكوري الشمالي الذين لا يجوز الاقتراب من أخبارهم أو تداولها.
اسم ابنته الزعيم الكوري الشمالي أيضا، غير معروف للشعب الكوري الشمالي. لكن وكالة الأنباء الكورية الشمالية قالت إن الزعيم الكوري الشمالي شهد عملية إطلاق المقذوفات مع ابنته وزوجته دون أن تنشر معلومة مفصلة واحدة عن تلك الواقعة التي لا يحق للشعب في كوريا الشمالية أن يتحدث مجرد الحديث عنها أو يفكر فيها.
تصدرت الفتاة صاحبة السترة و الحذاء الأحمر صور الخبر الرئيسي في وكالة الأنباء الكورية الشمالية بينما كان الزعيم تلك المرة سعيدا بحضورها مع، فيما يرى مراقبون أن تعمد إظهار الزعيم الكوري الشمالي ابنته معه هو تأكيد مباشر بأنها موجودة، لأن مجرد نشر صور أو أخبار لأسرة كيم أمر في طي المستحيلات.
يأتي ذلك في سياق استعراض القوة الذي تدير به كوريا الشمالية ردودها على الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، التي يجدد كيم جونغ من آن إلى آخر التأكيد أمامها أنه ماض في بناء ترسانة أسلحته، ولن يردعه في ذلك تهديدات أو تلميحات بفرض عقوبات.
تشير تقارير إلى أن الزعيم الكوري الشمالي لديه ثلاثة أبناء هما فتاتان وذكر، وربما يظهرون في لقطات متعلقة بالفعاليات الاحتفالية، لكن ظهورهم معه لا يعني أن المعلومات المتداولة بشأنهم متاحة لأحد أو يمكن تداولها على الملأ أو على صفحات الصحف داخل البلاد.
أما سن ابنة الزعيم التي ظهرت معه وأثارت اهتمام العالم فعمرها يقترب من ثلاثة عشر عاما، أي أنها تتأهب للالتحاق بالجامعة أو الذهاب إلى الخدمة العسكرية خلال خمس سنوات.
تظل أخبار الزعيم الكوري الشمالي محط اهتمام وسائل الإعلام العالمية خصوصا مع ما يتداول من تقارير لم تثبت صحتها جميعا بشأن إدارته الصارمة للبلاد وتنفيذه أحكام فورية بنفسه على أي مسؤول مقصر، وهي تقارير أقرب إلى الإثارة منها إلى الأخبار التي يصعب تأكيدها في ظل تعتيم إعلامي دائم في ذلك البلد الذي يتحدى القوى الكبرى ومحاولاتها فرض هيمنتها عليه.