ما أقسى الحياة على الحافة.. تخشى أن تغفو عينيك لتجد نفسك حبيس الركام وأن أحبائك قد فارقوك.. لا تعرف إليهم سبيلا.. هل هم بين الأحياء أو الراحلين؟.. وإذا كتب الله لك النجاة ستعيش مشردا لن تجد 4 جدران وسقف يحمونك من برد الشتاء او تستظل بسقفهم من حر الصيف.. فلا يستطيع سكان مدينة أسطنبول إلا النوم بأعين يقظة خشية من شبح زلزال يوم القيامة الذي يطاردهم ولا يتوقف خبراء الزلازل عن الحديث عنه.. ماذا يحدث في اسطنبول؟
يبدو أن العلم الأحمر التركي لا يعبر إلا عن الخطر، وضرورة الحذر، فمع التحذيرات المستمرة وأجراس الإنذار التي أطلقها العلماء مؤخرا، تنامت حركة الهجرة من مدينة أسطنبول وحزم المئات حقائبهم إلى عدد من الولايات القريبة خاصة من منطقة مرمرة، مدفوعين بمشاعر من الخوف والقلق من حدوث زلزال مدمر يغرق المدينة التاريخية التي يسكنها نحو 16 مليون نسمة بين ضفتي مضيق البسفور.
ومع تنامي حركة الهجرة من أسطنبول إلى مدينة أدرنة والتي تنخفض فيها مخاطر الزلازل، لم يعد في المدينة منزلا واحدا متبقى للإيجار.
ويبحث المهاجرون إلى أدرنة عن أراض ومنازل في القرى ذات الأرض الصخرية بسبب مخاوفهم من الزلزال، وكان قد سبقهم نحو 10 آلاف من متضرري زلزالي 6 فبراير المدمر الذي هز أركان تركيا وسوريا وتسبب في رحيل نحو 50 ألف ضحية، وتضرر بسببه نحو 23 مليون شخص.
وترتفع التحذيرات وأجراس الإنذار من زلزال ضخم يضرب أسطنبول في نطاق منطقة مرمرة التي سبق وضربها زلزال مدمر عام 1999 مخلفا 17 ألف ضحية، وتسبب دمار واسع مشابه لزلزال الإثنين الأسود بكهرمان مرعش في السادس من فبراير الماضي، حيث انهارت المباني في مدن كوجاإيلي وأيضا إسطنبول وأيضا في للعديد من الولايات المطلة على بحر مرمرة.
ويرى علماء الزلازل أن الهزات الأرضية يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم ولكنها تحدث كل مرة بالأنماط العامة نفسها عاما بعد عام.
وواصل عالم الزلازل التركي الشهير ناجي غورور، التحذير من زلزال مدمر سيكون بمثابة زلزال يوم القيامة لشدة قوته لن يترك حجر فوق حجر، تبلغ قوته على مقياس ريختر حوالي 10 درجات يضرب مدينة أسطنبول، والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 16 مليون نسمة.
وأكد العالم التركي أنه تحذيره موجه إلى السياسيين، مطالبا بتحضير المدينة لهذا الحدث الرهيب.
كما طالب “غورور” بضرورة إخراج المؤسسات والمناطق الصناعية من منطقة مرمرة، لافتًا إلى أن القادم أسوأ من زلزال الإثنين الأسود في تركيا والذي كان بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر.
ووضع عالم الزلازل، خطة من أجل إنقاذ الموقف، داعيًا إلى ضرورة وقف أي استثمارات من شأنها أن تجذب سكان جدد إلى مدينة أسطنبول، بالإضافة إلى تسريع عملية نقل السكان وتهجيرهم من المدينة إلى مدينة الأناضول من أجل حمايتهم مما هو قادم.
وأشار إلى ضرورة وقف تصاريح البناء، وإصلاح البنية التحتية وتجهيز أسس المباني وجعلها مقاومة للهزات الأرضية، في ظل الخطر القادم ولا يحذر منه أحد.
وطالب العالم التركي، السلطات في أسطنبول بضرورة إعادة فحص المباني على وجه السرعة، داعيا إلى تعديل الأبنية غير المقاومة للزلازل وإعادة تهيئتها أو هدمها وإعادة بنائها.
وكان العالم التركي، قد أكد سابقا أن مدينة إسطنبول مهددة بزلزال يوم القيامة بسبب وجود فرعِ شمالي رئيسي من صدع شمال الأناضول أسفل أرضها، لافتًا إلى ضرورة تحويلها إلى مدينة مقاومة للزلازل.