نقطة نهاية العالم، فهو مكان سجن الجان على الأرض، وآخر علامات للخاتمة، مشاهد تشيب منها الرؤوس، وأجواء تجعل من يتعايش معها يشعر بقشعريرة في البدن،فالأمر عظيم لما يوجد في هذا المكان من أهوال وعلامات هي الأخيرة في قائمة قيام الساعة.
فبئر برهوت الموجود في حضر موت باليمن قال عنه النبي محمد إنه يوجد به أشر ماء على وجه الأرض،لكن تبقى المفاجأة فيما شاهده الفريق العماني الذي ذهب في رحلة لاستكشاف خبايا هذا البئر الغامض، فما القصة؟
روايات متعددة وأساطير متواترة جسدت مشهدًا مهولًا تكاد من خلاله أن تضع بين أيدي بني البشر اللحظات التي ستبدأ منها الخاتمة، ويذهب الجميع إلى أرض الميعاد للحساب والجزاء.
لكن رغم أن هذا المكان يحوي الكثير من المناظر الأولى للخاتمة، فمنه ستخرج النار التي ستطرد الناس إلى أرض المحشر، إلا أن هناك مواقف أخرى تقشعر منها الأبدان.
سجن الجان، رواية من بين الروايات المأثورة عن بئر برهوت أن الجان أنفسهم هم من حفروه من أجل أن يسجن فيه من يخرج منهم عن السيطرة.
بل في رواية أخرى وردت عن هذا المكان المهيب أنه أنشأ من أجل احتجاز أرواح الكفار، فذهب أصحاب هذه الأسطورة بالاستناد إلى رواية لرجل حضرمي يؤكد أنه حين يخرج من هذا المكان رائحة خبيثة،يكون الإعلان آنذاك أن عظيمًا من عظماء الكفار قد رحل عن الدنيا.
هدف منشود وتحدٍ واضح شيء حرك بداخل كثيرون من المسكتشفين اليمنيين، ضرورة مواجهة تلك الأساطير التي رويت عن هذا البئر الغامض.
فقرروا أن يخوضوا المغامرة المذهلة بالذهاب إلى محافظة المهرة في اليمن، والنزول إلى قاع بئر برهوت المزعومة، حتى يزيحوا الستار عن حقيقة أو خيال هذه الروايات وتلك الأساطير.
إعداد جيد، ومعدات لم تكن الضخمة التي كان يتوقع الفريق أن يستخدمها من أجل تلك المغامرة، فأحد أعضاء الفريق العماني لاستكشاف الكهوف، وبالتحديد لهذا البئر روى ما شاهده الفريق بالداخل.
حلم يهوى الفريق لتحقيقه، فأيما يكن المصير الذي سيلقاه بقاع البئر كان الإصرار على كشف مكنونه هو الهدف الذي لن يحيدوا عنه على الإطلاق.
فنبيل سلام، عضو الفريق وصف مكان البئر بأنه يقع على بعد 92 كيلومترًا تقريبًا من ولاية المزيونة العمانية، وهي على الطريق الواصل بين مديرية شحن وقرية فوجيت بمحافظة المهرة اليمنية.
الأهم أنه أكد بأن هذا البئر ليس بئر برهوت المزعومة تمامًا، لا سيما أن ما وجدوه بداخله، على النقيض تمامًا مما ورد في الروايات والأساطير، فمياه البئر التي تنبع من أربع شلالات بقاعه عذبة، فضلًا عن عدم وجود أي أصوات أو كائنات غريبة.
لكن الأبرز في الموضوع أن هذا البئر الذي اكتشفه الفريق وعجت به مواقع التواصل الاجتماعي عن بئر برهوت، ليس هو على الإطلاق، بل هو بئر اسمه ” خسفيت فوجيت”، الذي يشبه تجويفه الداخلي باللؤلؤ.
فالمياه الموجودة بالبئر المستكشف على خلاف وصف النبي محمد تمامًا، فبها 4 شلالات، وتتسرب المياه في فتحة صغيرة بعمق 4 أمتار، وبعدها تضيق بحيث لا يمكن الولوج إليها.
لكن يبقى السؤال هل لا يزال بئر برهوت الذي تحدث عنه النبي محمد وعلي بن أبي طالب وغيرهم موجودًا لكن لم يصل أحد إليه؟