قصة الممر البحري المنافس لقناة السويس والذي قد يتسبب في مواجهة عالمية ثالثة بين روسيا وأوروبا

عبر الثلوج تستغل روسيا التغيرات المناخية أفضل استغلال، حيث ذابت الثلوج في القطب الشمالي المتجمد وأصبح الطريق إلى أوروبا عبر القطب الشمالي أكثر سهولة، وبالتالي خططت موسكو وعملت باهتمام شديد على تطوير الممر البحري، ليكون أسرع طريق بحري إلى أوروبا.. فما هي قصة الممر البحري المنافس لقناة السويس، والذي قد يتسبب في مواجهة عالمية ثالثة بين روسيا وأوروبا؟

طريق القطب الشمالي الجديد يبدأ من شمال أوروبا حتى آسيا ويربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ عبر المتجمد الشمالي، ويمر على 5 بحار وأكثر من خمسين ميناء بحري، هو بمثابة قناة السويس الروسية والذي تسعى موسكو لتحويله إلى أسرع ممر ملاحي في العالم.

وتشمل خطط موسكو، خلال السنوات المقبلة، استخدام الممر الجديد في تصدير النفط والغاز الى الأسواق الخارجية، لاسيما وأن معظمه بات خاليا من الجليد إلى حد كبير، ومن المتوقع أن يصبح ممر الملاحة الشمالي، طريقا تجاريا رئيسيا للبضائع المشحونة بين أوروبا وآسيا في المستقبل.

وخصصت موسكو نحو 1.8 تريليون روبل أي قرابة 30 مليار دولار، في أغسطس 2022، من أجل تطوير ممر الملاحة الشمالي حتى العام 2035.

وكشفت التقارير الصحفية، أن الممر الجديد سيكون منافس قوي لقناة السويس المصرية، والتي ظلت على مدار عقود عدة أهم ممر ملاحي يربط بين آسيا وأوروبا، حيث أن الرحلة من آسيا إلى أوروبا تستغرق عبر الممر الشمالي الجديد بالمتوسط 23 يوما، أما عبر قناة السويس فنحو 34 يوما، وبالتالي فإنه يوجد وفرة في التكاليف والوقت.

وأكدت صحيفة “واشنطن بوست”، أن روسيا تسعى إلى تحويل الممر الجديد عبر القطب الشمالي إلى منفذ رئيسي للملاحة في العالم.

إلا أن الطموحات الروسية قد تواجه عقبة ضخمة من الدول الأوروبية، لاسيما مع اللعب على حافة نهاية العالم بين أوروبا وموسكو بعد المواجهات العسكرية في أوكرانيا، وبالتالي فإن دول التي تطل على القطب الشمالي ستقف بالمرصاد للمشروع الروسي بدعم أمريكي مما قد يهدد بمواجهة عالمية ثالثة.

وكان العراق أطلق قبل أسابيع قليل، مشروعا جديدا بالتعاون مع تركيا قد يكون منافسا أيضا لقناة السويس المصرية، حيث يختصر المشروع العراقي الجديد وقت السفر بين آسيا وأوروبا، حيث يربط بين ميناء الفاو المهم للسلع على ساحله الجنوبي بالحدود مع تركيا عبر مد شبكة سكك حديدية وطرق.

وكشفت تقارير صحفية أنه تكلفة المشروع تصل إلى 17 مليار دولار، لافتة إلى أنه سيحول العراق إلى مركز عبور باختصار وقت السفر بين آسيا وأوروبا في محاولة لمنافسة قناة السويس.

وستنفذ الحكومة العراقية خططها، في تدشين قناة السويس البرية، عبر قطارات عالية السرعة تنقل البضائع والمسافرين بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة، بالإضافة إلى مد خطوط إلى مراكز الصناعة المحلية والطاقة والتي يمكن أن تشمل أنابيب النفط والغاز.

كل هذه المشاريع التي تسعى العديد من دول العالم إلا أطلاقها لتكون منافسة لقناة السويس، إلا أنه رغم ذلك يتفق الخبراء على أن قناة السويس ستبقى مهمة كشريان شحن لسنوات عديدة… ويصعب إزاحتها من المعادلة.

Exit mobile version