تعيش الدول الأوروبية حالة قلق وتوجس من روسيا مع تواصل النزاع العسكري بأوكرانيا.. وبينما يحدث ذلك تفاجأت وسائل الإعلام برفع السلطات النرويجية أعلى درجات الشك، بسبب ظهور كائن بحري تظن أنه جاسوس يعمل لصالح الاستخبارات الروسية.. فما هو هذا الكائن البحري؟ وما حقيقة الاتهامات الموجهة إليه؟
نبهت سلطات النرويج سكانها من التعامل أو الاقتراب من حوت من نوعية “بيلوجا”، رغم كونه سمكة لطيفة، بسبب تشككها في كونه يعمل جاسوسًا لصالح روسيا.. فما سبب هذا الاتهام الغريب؟
أعلنت الجهة المسؤولة عن الثروة السمكية في النرويج، أنها لاحظت اقتراب ما اطلقت عليه “حوت مروض” من قوارب الصيادين المحلية؛ حيث تعرض لإصابة بسيطة.
سلطات مصايد الأسماك النرويجية ذكرت أنه إلى ذلك الوقت وقعت فقط وقائع طفيفة؛ بعدما أصيب الحوت بجروح بسيطة، بسبب ملامسته لقوارب الناس في المياه.
ولفتت إلى أنهم دائمًا يشجعون بشكل خاص الأفراد بالقوارب كي يحافظوا على مسافة ملائمة من أجل تجنب تعرض الحوت للإصابة أو الموت بأسوأ الحالات بسبب طريقة تحرك المراكب.
لماذا أطلق إذًا على هذا الحوت بأنه “جاسوس” لأول مرة؟ حوت بيلوجا، وهو من الأنواع المعروف عنها تتبعها للمراكب، وهو أيضًا من الكائنات البحرية المحمية في دولة النرويج، وتمت رؤيته للمرة الأولى على ساحل بحر بارنتس في شهر أبريل من العام 2019.
مراقبو البحار شاهدوا هذا النوع من الحيتان خلال سفره بطول ساحل النرويج، ويعيش في مزارع سمكية؛ حيث كان يستطيع أن يقوم باختراقها بشكل عجيب، بهدف القيام بصيد الأسماك وأكلها، وأيضًا للاستفادة من فائض العلف المغذي للأسماك بالمزارع.
أما شكوك حول وجود مهمة تجسس يقوم بها، فقد كشفت صور التقطت مؤخرًا لهذا الحوت مرتديًا حزامًا، وفق الصيادين، مثبت به كاميرا من نوع “جو برو”.
هذه اللقطة أثارت الشكوك حول ماهية هذا الحوت، وتعددت التفسيرات بشأنه، فهناك من قال بأن هذه الحوت هارب من قاعدة روسية بحرية بمنطقة “مورمانسك”، وجرى تدريبه على مهام التجسس على دولة النرويج.
ورغم أن عددًا من الهيئات والمنظمات حرضت من أجل صيد هذا الحوت باعتباره “جاسوس”، إلا أن مديرية مصايد السمك النرويجية ترفض تمامًا تنفيذ هذه الأفكار، مشددة على أن الحوت كائن يعيش في حرية ولا نعتقد بوجود سبب لإلقاء القبض عليه ومن ثم وضعه خلف حواجز.
حوت “بيلوجا” هو من الحيتان المُسننة وينتمي لعائلة حيتان تسمى بأحادية السن، وتتواجد بجميع المياه الساحلية في بحار القطب الشمالي، وأيضًا بالبحر الأبيض لمتوسط، وبحري “بيرنج” و”أوخوتسك”، وتقوم تلك النوعية من الحيتان بهجرات منتظمة موسمية بشكل منتظم.
وجاء هذا التحذير قبل ساعات من المناورات العسكرية بين القوات النرويجية وأكبر حاملة طائرات في العالم، ودخلت السفينة الأمريكية يو إس إس جيرالد آر فورد التي تعمل بالطاقة النووية مضيق أوسلو.
ختامًا.. توجد أنواع من الكائنات البحرية قد يقوم الإنسان بترويضها واستخدامها في أغراض علمية بحثية، كالدلافين وبعض الأنواع من الحيتان. وفرضية أن يكون هذا النوع من الحيتان الذي كان يسبح في المياه الإقليمية النريوجية، هو مروض لاعمال التجسس لصالج رسويا لأغراض النزاع الروسي الغربي، فإنه يبقى أحد الاحتمالات وليس بالضرورة احتمال راجح.