يبدو أن العالم يسير بخطوات ثابتة نحو حتفه دون تردد أو ذرة من الارتباك، تصعيد ضحم ومواجهات عسكرية وشيكة في العديد من دول العالم، إلا أن ما يحدث في شبه القارة الكورية وصل إلى مرحلة الجنون، حشد عسكري متبادل، وتوعد باستخدام المقذوفات النووية وحشد ضخم للقوات، فلم يتبقى إلا الإعلان عن ساعة الصفر.. ماذا حدث في كوريا الشمالية جعل العالم على الحافة والقيامة تنتظر أن ينفخ لها بعد استخدام المقذوفات النووية؟
وما سر الأطراف الخارجية التي أججت الأزمة، ليصبح العالم معسكريين متنافريين كل منهما ينتظر الخطأ للأخر.. هل تتحقق نبوءة بابا فانجا أخيرا؟؟
حذّر الزعيم الكوري الشمالي، كيم يونغ أون، من أنّ أيّ انتهاك من قبل كوريا الجنوبية “لأيّ ملمتر” من أراضي بلاده سيُعتبر “استفرازاً لقيام مواجهة عسكرية ضخمة”، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية، الثلاثاء.
وقال كيم: “إذا انتهكت جمهورية كوريا ولو حتى 0.001 ملم من أراضينا أو مجالنا الجوي أو البحري، فسيعتبر ذلك استفزازاً لإعلان مواجهة عسكرية”، مذكّراً بأنّ بيونغ يانغ لا تعترف بخط الحدّ الشمالي الذي يمثّل عملياً الحدود البحرية بين البلدين.
وأتى تحذير كيم بعيد إعلان الوكالة أنّ البرلمان الكوري الشمالي حلّ رسمياً الوكالات الحكومية المكلّفة بمسائل تعزيز التعاون وإعادة التوحيد مع الحنوب.
بدوره، حذّر رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، اليوم الثلاثاء، من أنّ بلاده ستردّ “أضعافاً مضاعفة” على أيّ استفزاز من جانب كوريا الشمالية، الجارة التي تمتلك المعدات العسكرية الذرّية.
وانتقد الرئيس الكوري الجنوبي تحرك كوريا الشمالية لتعريف جارتها الجنوبية كدولة معادية، وقال إن ذلك يظهر طبيعة بيونغ يانغ “المعادية للوطن وغير التاريخية”.
وأضاف يول أن إطلاق كوريا الشمالية قمرا صناعيا بغرض التجسس مؤخرا وإطلاق مقذوفات عسكرية “عمل سياسي” لتقسيم الرأي العام الكوري الجنوبي، وتعهد بأن الاستفزازات ستقابل برد فعل على “نطاق مضاعف”.
وقال يول خلال جلسة للحكومة بثّ وقائعها التلفزيون إنّه “إذا قامت كوريا الشمالية باستفزاز، فسنردّ عليه أضعافاً مضاعفة”، مشدّداً على أنّ جيش بلاده لديه “قدرات ردّ ساحقة”.
وتشهد العلاقات بين الكوريتين توترا كبيرا منذ حوالي ثلاثة أشهر بدأت مع إعلان كوريا الشمالية نيتها إطلاق قمرا اصطناعيا، فيما أعلنت كلا من كوريا الجنوبية واليابان رفضهما للتحرك الكوري الشمالي، إضافة إلى تحذير الولايات المتحده الامريكية لكوريا الشمالية من ذات الأمر إلا أن كوريا الشمالية لم تستجيب لتحذيرات تلك الدول وقامت بالفعل بإطلاق القمر التجسسية.
ويذكر أن كوريا الجنوبية قامت بتعليق بعض بنود اتفاقية ٢٠١٨ ردا على فهل كوريا الشمالية، لتقوم الأهير تعليق العمل باتفاقية كليا، وحشد قواتها العسكرية على الحدود بينها وبين جارتها الجنوبية…فهل تتفاقم الأوضاع أكثر؟ وهل يشهد العالم مواجهة عسكرية نووية قريبا كما توقعت العراقة البلغارية العمياء بابا فانجا؟