يبدو أن القدر أدار وجهه الطيب عن سوريا منذ زمن طويل، أكثر من عقد من الزمان تقسمت فيها البلاد وتحولت أحد أقوى بلاد الشرق إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم حيث اضطر أكثر من 13 مليون شخص إما للفرار خارج البلاد أو النزوح داخل حدودها، أزمات لم تقدر السنوات الطويلة على تضميد جراحها، ليأتي الزلزال المدمر في السادس من فبراير الماضي ويزيد الجراح ليسقط نحو 5000 ضحية جديدة في كارثة طبيعية لم تكن متوقعة على الإطلاق.. ولكن الجراح لم تتوقف عند هذا فقط.. ماهي حكاية حصار سوريا وأغلاق الموانئ؟
كارثة جديدة تضرب الداخل السوري، وتحاصره وتمنعه من الدخول والخروج عبر البحر، حتى لو كانت مرتبطة بظروف الطقس السيئ، إلا أن النتيجة حصار على السوريين أفقدهم أحد أهم معابرهم للتواصل مع العالم الخارجي في ظل العقوبات المفروضة على الدولة السورية منذ 2011.
وتسبب هذا الحصار في شل حركة التجارة، حيث تستورد سوريا أغلب منتجاتها، ولاسيما القمح الروسي اللازم من أجل حياة السوريين.
هذا، وكانت المديرية العامة للموانئ في سوريا، أعلنت إغلاق كافة الموانئ على الشريط الساحلي، بسبب الأحوال الجوية السيئة في البلاد، واشتداد سرعة الرياح وارتفاع موج البحر.
ولم تغفل المديرية، التحذير من تجاهل تعليماتها واستخدام الزوارق البحرية لأي غرض، لافتة إلى أن في ذلك خطر كبير مع ارتفاع أمواج البحر إلى عدة أمتار.
وتسبب توقف الموانئ في خسارة كبيرة للنظام السوري، لاسيما أن تقارير صحفية تحدثت أن حجم التجارة السنوية عبر الموانئ السورية سواء نحو مليار دولار.
كما أنه عطل وصول المنتجات اليومية التي يحتاجها المواطن السوري، حيث يعاني الاقتصاد السوري من نقص حاد في الموارد الأساسية، في مقدمتها النفط والقمح ومواد الطاقة.
يتخوف أغلبية سكان دمشق الغارقين من الأساس في الفقر من استمرار الطقس السيئ لفترة طويلة وإغلاق الموانئ، خاصة أن الوضع أصبح متردي منذ العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا والتي تسببت في موجة ارتفاع عاتية جديدة في الأسعار، شملت المواد الغذائية والمستلزمات اليومية المعيشية للمواطنين، ووصلت في بعضها إلى أكثر من ضعفين، في حين أكثر من 90 في المائة من السكان تحت خط الفقر.
تدير الدولة التي تعاني من الأزمات السياسية، سبعة موانئ بحرية تصل إليها من خلالها البضائع والمسافرون، وهي: ميناء اللاذقية، ميناء طرطوس، ميناء بانياس، ميناء جبلة، ميناء أرواد، وموانئ الصيد والنزهة في اللاذقية و بانياس.
ويبدو أنه لا خير يأتي من تركيا، إذا حذرت في الوقت ذاته، مصلحة الأرصاد الجوية في لبنان، من إن البلاد، ستتأثر بداية من صباح اليوم بمنخفض جوي مركزه فوق تركيا مصحوب بكتل هوائية باردة، وبالتالى ستؤدي إلى تدني كبير بدرجات الحرارة وسقوط الأمطار مع رياح تتجاوز سرعتها 90 كيلو متر في الساعة.
وحذرت الأرصاد، من أن ارتفاع موج البحر سيصل إلى 3 أمتار اعتبارا من ظهر الغد لاسيما في مناطق شمال لبنان.