لا صداقة دائمة ولا عدو للأبد..أسرار الصفقة الكبرى لإعادة سوريا لصف العرب

تكتب السعودية فصولا جديدة في تاريخ علاقاتها الدولية خلال الأيام الأخيرة، خطوات حثيثة وسعي دؤوب بدأ بالاتفاق التاريخي برعاية صينية مع إيران على استئناف العلاقات بين البلدين بعد قطيعة استمرت عدة سنوات، ويبدو أن أن تلك التحركات ستعيد سوريا أيضًا إلى الحضن العربي بعدما اتخذت السعودية وسوريا قرارًا هاما على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد.. ماذا حدث في الرياض؟

بعد أيام على القرار السعودي الإيراني باستئناف العلاقات الدبلوماسية فيما بينهما، وإعادة فتح سفارتيهما، بعد نحو 7 سنوات من التوترات، بوساطة صينية، كشفت وكالة رويترز عن قرارًا تاريخيا جديدًا، نقلًا عن ثلاثة مصادر مطلعة، مؤكدة أن سوريا والسعودية اتفقتا على إعادة فتح سفارتيهما بعد القطيعة الدبلوماسية مع بدء الاضطرابات السورية في عام 2011، في خطوة من شأنها أن تمهد الطريق إلى عودة دمشق إلى الصف العربي.

وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، قد صرح أنه يوجد إجماع عربي أنه لا جدوى من عزل سوريا، وأن الحوار مع دمشق مطلوب في وقت ما.

كما أن الرياض كانت قد أرسلت مساعدات لمناطق منكوبة تسيطر عليها الحكومة السورية، في إطار جهود الإغاثة من زلزال السادس من فبرير، بعد أن أرسلت مساعدات في البداية فقط لشمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة.

وكشفت مصادر أن السعودية ستنفذ جانبها من الاتفاق وتستأنف العمل بقنصليتها بالعاصمة السورية بعد عيد الفطر، على أن يسبقها زيارة يقوم بها الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية السعودي إلى سوريا، يلتقي خلالها عددًا من المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد.

وذكرت الوكالة الروسية، أن الإمارات وروسيا، توسطا لتذليل العقبات أمام السعودية وسوريا وإعادة افتتاح البوابات الدبلوماسية الرسمية بين دمشق والرياض، وسط ترجيحات بافتتاح القنصلية السعودية بدمشق، بعد عيد الفطر.

وسبق ذلك زيارة هامة للرئيس السوري إلى الإمارات شهدت حفاوة كبيرة، حيث وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات العربية المتحدة في زيارة رسمية، أطلقت فيها المدفعية 21 مقذوفا، واستقبلته الطائرات العسكرية طائرته في الجو، ورافقه الرئيس الإماراتي إلى قصره.

زيارة كان بها من الحفاوة ما لم يتصوره أحد، ولم يعهده الرئيس السوري بشار الأسد منذ أكثر من 10 عقود حيث تم فرض عزلة دولية على الرئيس السوري وأركان دولته، وأصبح محاصر في أرضه لا يوجد منفذ له إلا حليفه الرئيس الروسي الرئيس فلاديمير بوتين.

ووصفت زيارة الرئيس السوري إلى الإمارات أنها بمثابة فتحا جديدًا في العلاقات السورية مع العالم، بعد العزلة السياسية التي تعيشها سوريا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد إثر العقوبات التي تم فرضها بعد الإضرابات التي اندلعت في الأراضي السورية في 2011.

وكان الرئيس السوري كان قد زار سلطنة عمان الشهر الماضي، لتكون الإمارات وسلطنة هما هما البلدان العربيان الوحيدان اللذان زارهما الأسد منذ بداية النزاع السوري في عام 2011، وسط جهود لإعادة علاقات دمشق مع دول المنطقة.

كل هذه الجهود العربية سواء من السعودية والإمارات، تتوقف أمام الموقف القطري من النظام السوري، حيث أكدت الخارجية القطرية أن الأسباب التي دعت لتجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية لا تزال قائمة… فهل تتغير المواقف وتعود سوريا إلى الحضن العربي؟

Exit mobile version