أقوى جيوش العالم لا يجد من يدفع به فى ميادين القتال.. كابوس مفزع قد يواجه الولايات المتحدة الأمريكية، خلال سنوات قليلة، حيث يوافق 9% فقط من الشباب للالتحاق بالخدمة العسكرية بالإضافة إلى معوقات أخرى ماذا حدث؟
كشف تقرير أمام الكونجرس الأمريكى، عن مشكلة ضخمة يتعرض لها جيش الولايات المتحدة، حيث يواجه أزمة تجنيد تهدد الأمن القومي ناجمة عن عزوف الكثير من الشباب عن الالتحاق بالقوات المسلحة.
واعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية على مدى 50 عامًا على المتطوعين للدفاع عنها، إلا أن هذا النظام بات يتكلف أموالا كبيرة لاستمراره دون جدوى حقيقية، حيث توقف التجنيد الإجباري في الولايات المتحدة بعد ملحمة فيتنام والتى انتهت في 1975، ولا يتم تفعيل التجنيد الإجباري إلا في حالة “الطوارئ القصوى”.
وبموجب القانون، يقوم الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عامًا بالتسجيل في الخدمة الانتقائية. ويحدث هذا تلقائيًا في العديد من الولايات عندما يحصل الرجال على رخصة القيادة الخاصة بهم أو التقدم بطلب للحصول على المساعدات المالية للدراسة الجامعية.
واعترف الجيش الأمريكي بفشله في تحقيق هدف التجنيد في السنة المالية الماضية بنسبة 25%، ما أدى إلى نقص نحو 20 ألف مجند، حيث أظهرت البيانات الخاصة بالبنتاجون اتجاها مثيرا للقلق، وهو أن عددا أقل من الشباب الأمريكي يرغب فى الخدمة بالجيش، وبسبب زيادة الوزن ومشكلات آخرى، فإن العدد المؤهل لذلك يصبح أقل.
ولفتت إلى عدد من العوامل التي أسهمت في هذا النقص بينها أن أقل من ربع الأمريكيين الذين تراوح أعمارهم بين 17 و24 عامًا غير مؤهلين للخدمة بسبب زيادة الوزن وتعاطى الممنوعات والتاريخ الإجرامي.
واعتبرت أن قرار إغلاق المدارس الثانوية خلال الوباء أدى إلى تراجع إقبال المجندين وإصابة العديد من الشباب بإصابات عقلية ما يعد سببا آخر لاستبعادهم من أداء الخدمة العسكرية.
وأكد استطلاع رأي أن توافر فرص العمل المسجلة والإعانات التي تلقتها الأسر خلال الوباء أضر بالتجنيد، فأقل من واحد من كل 10 شباب يرغب في الانضمام إلى الجيش، لافتا إلى أن المراهقين الذين تربوا على الأفكار العصرية لن يرتدوا الزي العسكري.
وتحدثت نتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة ريجان عام 2021 أن 53% من الجمهوريين لديهم ثقة كبيرة في الجيش بانخفاض بلغ نحو 17% مقارنة بالأعوام السابقة.
وقال الجنرال الأمريكى ديفيد أوتنجنون فى شهادة مكتوبة أمام مجلس الشيوخ، أن العام المالى 2022 كان تقريبا العام الأكثر صعوبة فى تاريخ التجنيد، فبالإضافة إلى الوباء، فإن تراجع النظرة الإيجابية بين الشعب الأمريكي ونقص العمالة وارتفاع التضخم وشباب لا يرون قيمة للخدمة العسكرية، أسباب تواصل الضغط على جهود التجنيد.
وأظهرت بيانات استطلاع وزارة الدفاع الأمريكية، أن 9% فقط من الشباب استعدادا للخدمة العسكرية، وهو المعدل الأدنى منذ 15 عاما.
ولفت الاستطلاع إلى أنه من أبرز الأسباب التي يتم ذكرها لعدم الرغبة فى الانضمام للجيش هي إمكانية التعرض للإصابة أو إنهاء الحياة أو الخوف من اضطرابات ما بعد الصدمة أو غيرها من المشكلات النفسية الأخرى.
ووفقا لبيانات البنتاجون، 23% من الأمريكيين ممن تتراوح أعمارهم بين 17 و24 عاما مؤهلون للانضمام للجيش، ويمثل هذا تراجعا عن نسبة 29% فى السنوات الأخيرة.
كل هذه الظروف تعيد على السطح مرة أخرى مشروع الجنود الخارقين حيث يستثمر الجيش الأميركي ملايين الدولارات في تكنولوجيا تجريبية لتصنيع هياكل خارجية تجعل جنوده أقوى وأكثر قدرة على الصمود.
وامتد الموضوع بحسب التقارير المسربة أن الجيش الأمريكي يعمل على تجارب بشأن جنود معدلين وراثيا، قد يكونون أقوى وأسرع وأذكى من نظرائهم في ميادين المعارك، ولا يشعرون بأي خوف أو ألم أو شفقة.
مشكلات التجنيد التى تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، تأتي في وقت تحتاج فيه القوات البحرية والجوية إلى التوسع لمواجهة التهديدات المنتشرة فى العديد من البؤر الساخنة فى العالم فلن تكون هناك حاجة إلى شراء الدبابات والطائرات ما لم يكن هناك رأس مال بشري لإدارتها.