أكثر من 7 أشهر على الوقائع بين روسيا وأوكرانيا على أرض كييف، ويبدو أن كرة الثلج تزيد مع الوقت وجذوة النار تزيد اشتعالا، حيث بلغت التهديدات النووية بين روسيا والاتحاد الأوروبى الداعم الأول لأوكرانيا، إلى مستوى غير مسبوق.. فماذا حدث؟
فتوعد منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل موسكو، مؤكدًا أن أن أي استهداف نووي ضد أوكرانيا سيكون له رد عسكري قوي يتم فيه إنهاء أمر الجيش الروسي.
وأكد المسئول بحلف الناتو، إنه سيراقب عن كثب التدريبات النووية الروسية المقبلة، مؤكداً أنه لن يتخلى عن مساندة أوكرانيا بسبب تهديدات موسكو النووية المستترة.
قال “بوريل” : “الرد على أي استهداف نووي ضد أوكرانيا لن يكون نووياً، ولكنه سينهى الجيش الروسي”.
وتابع: “الرئيس الروسى بوتين صرح بأنه لا يمزح في مسألة استخدام النووي ضد أوكرانيا.. فهو لا يتجرأ أن يمزح ويخادع في هذا الخصوص، بل على العكس فإن الدول الداعمة لأوكرانيا لا تمزح أيضًا، فالرد سيكون حاسما في حال استخدام موسكو النووي ضد كييف”.
وتحدث المسئول بالناتو عن خطط أحمر لا يجب على روسيا تخطيه، قائلا : إنه لن يتطرق لطريقة الرد لكنه سيغير جذريا طبيعة المعركة، سيعني أن خطاً فاصلاً بالغ الأهمية قد تم تخطيه، وحتى استخدام سلاح نووي صغير سيكون أمراً دقيقًا للغاية وسيغير بشكل جذري طبيعة الوقائع في أوكرانيا.
يأتي تعليق بوريل بعد أن توعد الرئيس الروسي بوتين في أكثر من مناسبة بأنه سيلجأ إلى استخدام كل الطرق بما فيها “النووي” للحفاظ على أمن روسيا.
وبدأت روسيا تعبئة جزئية ووجهت إنذارًا نووياً مستتراً، وهي خطوات صنفها الحلف على أنها تصعيد واضح، كما كشفت صور أقمار اصطناعية وجود قاذفات روسية قرب حدود فنلندا لأول مرة، مما زاد التوتر من لجوء الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لاستخدام النووي في خضم الخسائر الأخيرة التي منى بها الجيش الروسي شرقي أوكرانيا.
ومنذ 24 فبراير الماضي، بدأت روسيا عملية عسكرية على جارتها أوكرانيا، ما أثر بشكل سلبى على قطاعي الغذاء والطاقة على مستوى العالم، ودفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.
الوقائع فى شرق أوروبا أثرت بشكل سلبى على المواطن الأوروبى لاسيما مع أزمة الطاقة الكبيرة التى تداعت بسببها الأوضاع الاقتصادية فى القارة العجوز مع ارتفاع أسعار الغاز، كما تأثرت سلاسل توريد القمح والأسمدة إلى العالم لاسيما أن روسيا وأوكرانيا يمثلان رقم كبير في سوق القمح للعالم كله، لكن مع التوعد الروسى والرد المنتظر من الاتحاد الأوروبى يقف العالم في تحدى دقيق مع تطور الأزمة واتخاذها منحنى تصاعدى فلم تهدأ مع مرور الأيام بل زادت اشتعالا.. فهل تخفض الأيام المقبلة والوقائع فى شرق أوكرانيا أو اننا مقبلين على ملحمة عالمية ثالثة؟