لغز سفينة مصرية أبحرت ناحية مثلث برمودا وكشفت سر عمره 100 عام

اكتشفت النصف الآخر من العالم ثم اختفت في ظروف غامضة.. سر مصري قديم لا يعرفه الكثير، غموض وإثارة حفت القصة من كل جانب.

آلية مصرية سبقت زمنها بسنوات، اكتشفت الجزء المخفي من العالم، ووصل بها المصريين إلى العوالم الأخرى.. ولكن ما حدث بعد ذلك كان محيرا.. فما القصة؟

التاريخ المصري لا يخلو من المفاجآت، والمصريين لا يتوقفون أبدا عن صنع المعجزات.ففي الرابع من سبتمبر من عام 1933 ملأ صوت الصافرات أرجاء ميناء الإسكندرية، ليعلن عن انطلاق سفينة لم تلفت نظر أحد من قبل، لكن اليوم اتجهت إليها كل الأنظار.

فالواقفون على الرصيف من رجال وسيدات وأطفال يلوحون لركابها، والمسؤولون أتوا خصيصًا لوداعها.وإلى مصير لا تضمنه ولا يظهر منه أي ملامح، تَركت السفينة بحر الإسكندرية الذي لم تألف غيره منذ وجودها.. وأبحرت نحو قلب المحيط في رحلة طويلة لم تعهدها.. أعطت ظهرها للبر ومودعينها لتكشف اسمها للجميع بالعربية والإنجليزية: “مباحث”.

وبحسب موسوعة “المعرفة” في 3 سبتمبر عام 1933، أبحرت السفينة المصرية “مباحث” في سلسلة رحلات بحرية في عدة مناطق تشمل الطرف الجنوبي للبحر الأحمر وخليج عدن والساحل الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة العربية وخليج عمان ومدخل الخليج العربي والساحل الشرقي لإفريقيا، وذلك بالتعاون ما بين مصر وبريطانيا.

“مباحث” سفينة ذات طابع خاص، تذهب في مهام لا تتكرر كثيرًا، ولها رحلتان اكتسبتا شهرة واسعة، تجاوزت دوائر علماء المحيطات إلى غيرهم من عامة المثقفين، حيث حملت السفينة فى رحلتها الأولى بعثة “جون مرى” إلى المحيط الهندى مدة 9 أشهر من (ديسمبر 1933م إلى مايو 1934م)، ثم عادت فحملت البعثة المصرية إلى البحر الأحمر لمدة 3 أشهر من (ديسمبر 1934م إلى فبراير 1935م).

قدمت الحكومة المصرية التسهيلات اللازمة لنجاح هذه البعثة، ووضعت إمكانياتها فى يد أعضائها الذين بدأوا يتوافدون على الإسكندرية بمعداتهم وأجهزتهم العلمية، وقبل أن تبحر سفينة البحوث استقبل الملك فؤاد بعض أعضاء البعثة وتمنى لهم كل توفيق، وكان للملك عناية خاصة بعلوم البحار

ثم تحركت السفينة من الإسكندرية تحمل أعضاء البعثة متجهة إلى المحيط الهندي للقيام بسلسلة من الرحلات البحرية فى عدة مناطق تشمل الطرف الجنوبى للبحر الأحمر وخليج عدن والساحل الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة العربية وخليج عمان ومدخل الخليج الفارسي والساحل الشرقي لأفريقيا فيما يجاور زنجبار والمنحدرات الغربية لأرخبيل المالديف.

وقد اكتسب العلماء والضباط والبحارة المصريون خبرة نادرة خلال 9 أشهر من العمل الجاد فى المحيط الهندي، وعند عودتهم في (مايو 1934م) لم يلبثوا كثيرا حتى قاموا بالبعثة المصرية إلى البحر الأحمر في (ديسمبر 1934م)، وكانت هذه البعثة ثمرة التعاون والتنسيق بين الجامعة المصرية (جامعة القاهرة) ومحطة الأحياء البحرية بالغردقة التابعة لها، وكانت قد أنشئت سنة (1929م)، ومعهد الأحياء المائية الذي كان يعمل بجامعة الإسكندرية منذ سنة (1924م).

وكان من ثمار هذه البعثة إنشاء قسم علوم البحار بجامعة الإسكندرية سنة 1948م على يد نفس العالمين المصريين اللذين عملا على ظهر السفينة “مباحث” فى المحيط الهندى. وقد جاء هذا الجهد بعد سنوات من الإعداد والنضج العلمي.

وفي عام 1953 وبسبب التغيرات السياسية والاجتماعية التي حدثت في مصر تغير مصير السفينة المصرية تماما، حيث لم تكن هذه التغيرات في مصلحة مباحث.

فانتهت رحلتها مع المجال العلمي بشكل مؤسف، لتعود إلى مهامها القديمة وتنخرط في أعمال التموين والتفتيش.

رَست في الميناء الغربي بالإسكندرية رسوًا غير طيب أدى إلى إهمالها. وفيما بعد، انتقلت ملكيتها إلى وزارة البحث العلمي عام 1965 على أمل استخدامها مرة أخرى في أعمال البحوث، لكنها صارت متهالكة وغير مستعدة لذلك؛ إذ كانت تحتاج إلى تجديد شامل حال دون إتمامه قلة المال، لتتحول بعد سنوات لمزار ومتحف سياحي.

Exit mobile version