يبدو أن الزلازل التي تواجهها الأرض ليست كافية، إذ حان الوقت للبراكين أن تفور لتعلن عن غضب الكوكب من سكانه، وتلقي بحممها ليهرب الآلاف من طريقها خوفا أن تمسهم فتكون النهاية، ولكن الخوف الأكبر من ارتفاع عمود الرماد الذي وصل إلى 10 آلاف كيلو متر، مما يعيد أشباح الماضي مع أكبر وأسوأ ثوران بركاني على مر التاريخ البشري حين ارتفع دخان بركان تامبورا بجزيرة سومباوا، إلى عنان السماء لدرجة أنه حجب قرص الشمس لمدة عام كامل.. ماذا يحدث في روسيا ليخاف منه العالم؟
رصد فريق الاستجابة للثورات البركانية، فأحد الجزر بشرق روسيا، ثوران بركان شيفيلوتش الواقع على شبه جزيرة كامشاتكا في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء.
وكشف الفريق إلى أن ثوران البركان أرسل عمودا من الرماد وصل ارتفاعه إلى نحو عشرة كيلومترات مما يشكل بنسبة كبيرة تهديدا متزايدا لحركة الملاحة الجوية.
وواصل الفريق تحذيره بشأن حركة الطائرات والملاحة الجوية، مؤكدًا أن الرماد قد يصل في أى لحظة إلى ارتفاع 15 كيلو متر.
وذكر فريق الاستجابة للثورات البركانية، أن النشاط البركاني المستمر من المحتمل أن يؤثر على حركة الطائرات الدولية والطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض.
وتسببت تصريحات فرع المساحة الجيوفيزيائية الروسي في زيادة الأمور قلقًا من اتساع تأثير الثوران البركاني، وعودة أشباح الماضي مع بركان تامبورا بجزيرة سومباوا في أندونيسيا في عام 1815، والذي تسبب في كارثة بشرية ألقت بظلالها على العالم لسنوات، وتسبب في غياب قرص الشمس لمدة عام كامل، والذي تم تصنيفه بأنه أكبر وأسوأ ثوران بركاني على مر التاريخ البشري.
حيث قال فرع المساحة التابع لأكاديمية الروسية للعلوم، إن سحابة الرماد التي أعقبت ثورة البركان تتوسع باستمرار وتتجه ناحية الغرب والجنوب، لافتًا إلى أنها غطت حتى الآن مساحة طولها 400 كيلومتر وعرضها 270 كيلومترا.
في الوقت ذاته أكدت التقارير الصحفية الروسية، أن السحابة آخذة في الانتشار ولا تزال مستمرة في تغطية مساحات واسعة.
ويبدو أن الوضع على الجزيرة غير مقلق ولا يدعو للمغادرة الفورية على الرغم من تساقط الرماد، ففي أول خطوة من السلطات المحلية بالجزيرة، طالب أوليج بوندارينكو، رئيس بلدية منطقة أوست كامشاتسكي، بإغلاق المدارس فقط، كما أنه طلب من السكان في القرى القريبة بالبقاء في منازلهم.
وأكد رئيس البلدية، أن البركان ثار ونفث عن غضبه، في الساعة 6:31 صباحا بالتوقيت المحلي، مشيرًا إلى أن رماده يتساقط على القرى المحلية القريبة ومن بينها قرية كلوتشي.
وفي نفس السياق، أكد معهد العلوم والبراكين الروسي، أن سمك طبقة الرماد بلغ 8.5 سنتيمتر وهو أعلى مستوى في 60 عاما.
ويذكر أن بركان شيفيلوتش الذي ارتفاعه 3283 مترا، كان قد قذف في 19 يناير الماضي عمودا من الرماد البركاني ارتفاعه 6.5 كلم أيضا.