12 عاما قضتها روسيا خارج بيت العرب على إثر المواجهات الأهلية التي اندلعت في البلاد عام 2011، ولكن يبدو أن النظرة العربية تجاه القضية السورية تغيرت وأيقنت أن إبعاد دمشق عن حاضنتها العربية لن تساهم في حل الأزمة الممتدة على مدى أكثر من عقد من الزمان فكان قرار عودتها واستعادة مقعدها كاملا بجامعة الدول العربية هو القرار الحاسم.. ماهي الأسباب التي عجلت باستعادة سوريا لمقعدها بجامعة الدول العربية؟
لم يتوقف الحديث على مدى سنوات طويلة عن ضرورة استعادة سوريا لمقعدها بجامعة الدول العربية، وزاد الزخم بشكل خاص خلال الأسابيع الأخيرة، بعد نحو 12 عاما من تعليق عضويتها، ويبدو أن اليوم كان القرار الحاسم وتغيرت الأوضاع بالإجماع بعد موافقة الدول العربية على استعادة سوريا مقعدها بجامعة الدول العربية خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة.
ولكن ما هي الأسباب التي رجحت عودة سوريا إلى بيت العرب؟
لفتت مصادر إلى صحيفة الشرق الأوسط، إلى أن من بين أسباب عودة سوريا إلى بيت العرب، الزيارات المكوكية التى قام بها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لعدد من العواصم العربية، والتي أعقبت التضامن العربي الكبير مع سوريا بعد زلزال السادس من فبراير الماضي، والذي تسبب في خسائر ضخمة سواء مادية أو في الأرواح.
وأشارت المصادر إلى أن النازلة التي حلت بسوريا بسب الزلزال ساهمت في تليين المواقف التي كانت تتمسك بها عديد من الدول العربية الممانعة لاستعادة سوريا لمقعدها بجامعة الدول العربية.
وكشفت تقارير صحفية أخرى، إلى أنه بالإضافة إلى ما سبق، ساهم أيضا في استعادة سوريا لمقعدها تغير السياسة السعودية الخارجية خلال الفترة الماضية، والتي أصبحت أكثر شمولا وتصالحا بعيدا عن الصدام، بالإضافة إلى الموقف المصري المؤيد لاستعادة سوريا لمقعدها لاسيما أن الفترة الماضية لم تساهم في تطور الوضع على الأرض في دمشق ولم يساهم الحجب في أي تحسن.
كما أن الدول التي تتمسك بمواقف بشأن استبعاد سوريا من الجامعة أصبحت مواقفها أقل تمسكا من أى وقت مضى بهذا الأمر، لاسيما مع الوساطات السعودية والمصرية والأردنية.
وشهد عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، كواليس ضخمة، حيث شهدت الأسابيع الماضية، تحركات عربية واسعة من قبل بدأت خلال الاجتماع التشاوري الذي عقد في عمّان مطلع مايو، والذي سبقته أيضا محادثات بمدينة جدة السعودية بين مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق.
ومن جانبه أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الرئيس السورى بشار الأسد يستطيع المشاركة فى القمة العربية المقبلة بالرياض إذا أراد ذلك، مشيرًا إلى أنه مع قرار جامعة العربية عاد نشاط سوريا ومشاركتها بأنشطة الجامعة بشكل كامل.
وعلى ذلك، يستطيع الرئيس السوري بشار الأسد، أن يترأس وفد بلاده خلال القمة العربية المقبلة التى تحتضنها السعودية بالعاصمة الرياض في يوم 19 مايو.