ليلة أمس، شهدت ملعب الإمارات واحدة من أكثر الليالي إثارة للجدل في دوري أبطال أوروبا، حيث ودّع ريال مدريد، “ملك البطولة”، منافسات ربع النهائي على يد أرسنال.
هذا الخروج المبكر أشعل موجة من النقاشات في الأوساط الكروية، خاصة مع توجيه الأسطورة الفرنسية تييري هنري سهام انتقاداته الحادة نحو ثلاثي هجوم ريال مدريد: كيليان مبابي، فينيسيوس جونيور، ورودريغو غوس.
فما الذي دفع هنري إلى هذا الموقف؟
وهل يواجه ريال مدريد أزمة حقيقية في خطه الأمامي؟
لم يكن إقصاء ريال مدريد من دوري أبطال أوروبا مجرد خسارة مباراة، بل مؤشرًا على تحديات عميقة يواجهها الفريق هذا الموسم.
رغم امتلاك الفريق الملكي لتشكيلة تضم نجومًا عالميين، إلا أن الأداء المتذبذب لبعض اللاعبين، خاصة في الهجوم، أثار قلق الجماهير.
وفقًا لتصريحات تييري هنري، الذي كان يحلل المباراة عبر شبكة “سي بي إس”، فإن ثلاثي الهجوم لم يقدموا المستوى المتوقع في مواجهة أرسنال، مما ساهم في الخروج المُحبط.
هنري، الذي سبق له التألق مع أرسنال وبرشلونة، أشار إلى أن مشكلة ريال مدريد تكمن في عدم التوازن بين خطوطه، خاصة في ظل الاعتماد المفرط على مبابي، فينيسيوس، ورودريغو.
أداء ريال مدريد أمام أرسنال: كارثة هجومية
في مباراة الإياب على ملعب الإمارات، بدا ريال مدريد عاجزًا عن مجاراة التنظيم الدفاعي والحماس الهجومي لأرسنال.
الثلاثي الهجومي، الذي كان يُعول عليه لقلب الطاولة، فشل في ترجمة الفرص إلى أهداف.
كيليان مبابي، المنتقل حديثًا إلى الريال، ظهر بعيدًا عن مستواه المعهود، فيما لم يتمكن فينيسيوس جونيور من فرض خطورته المعتادة على الجهة اليسرى.
أما رودريغو، فكان الأقل تأثيرًا، حيث بدا تائهًا في ظل الضغط الدفاعي المكثف من لاعبي أرسنال.
هذا الأداء المتواضع دفع هنري إلى الإشارة إلى إحصائية صادمة: ثلاثة من بين أقل خمسة لاعبين قطعًا للمسافات في المباريات هم من ريال مدريد، مما يكشف عن نقص في الجهد البدني والتناغم بين الثلاثي.
انتقادات هنري: المشكلة في الثلاثي الهجومي
لم يكتفِ هنري بانتقاد الأداء الفردي، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن وجود مبابي، فينيسيوس، ورودريغو في تشكيلة واحدة يُسبب ضررًا للفريق.
وفي تحليله، أوضح أن الثلاثي يشغل مراكز متقاربة، مما يؤدي إلى زحمة هجومية تُفقد الفريق التوازن.
وقال:
“كنت أتطلع لمعرفة كيف سيدير أنشيلوتي هذا الثلاثي، لكنهم لم يقدموا ما يُتوقع منهم في دوري الأبطال. الفريق بحاجة إلى تضحية بأحدهم لإعادة الاستقرار”.
هذه التصريحات أثارت جدلًا واسعًا، حيث يرى البعض أن بيع أحد الثلاثي قد يكون الحل، بينما يعتقد آخرون أن المشكلة تكمن في التكتيكات وليس في اللاعبين.
تحديات أنشيلوتي ومستقبل الثلاثي
يواجه كارلو أنشيلوتي ضغوطًا متزايدة بعد هذا الإقصاء، خاصة مع استمرار المنافسة على الدوري الإسباني وكأس الملك.
رغم دعمه المستمر لثلاثي الهجوم، إلا أن الأداء الضعيف في المباريات الكبرى يضعه أمام خيارات صعبة.
بعض التقارير تشير إلى أن إدارة ريال مدريد قد تفكر في بيع رودريغو، الذي يُعتبر الأقل تأثيرًا هذا الموسم، لإفساح المجال أمام فينيسيوس ومبابي للعب بمزيد من الحرية.
من جهة أخرى، هناك أصوات على منصة إكس تدعو إلى الإبقاء على فينيسيوس كنجم الفريق الرئيسي، مع إعادة تقييم دور مبابي كمهاجم صريح.
