نكاد نسمع صوت طبول الحرب تدق في شتى بقاع الأرض، فالنزاع القادم بين الصين وتايوان سيبتلع الجميع على حدٍ سواء.
ففي الوقت التي تعاني فيه دول العالم من العواقب الاقتصادية التي نتجت عن الغزو الروسي الأرعن وجدنا أنفسنا على شفا حفرة من مواجهة أخرى، تلك هي حقيقة الصورة أو ربما هكذا تبدو بين الصين وتايوان مؤخرًا.
فقد أكد مدير العمليات البحرية الأميركية الفريق الأول مايكل جيلداي أنه يجب على الجيش الأميركي أن يكون جاهزًا للرد على غزو صيني محتمل لتايوان بدءا من العام الحالي، في مؤشر على القلق المتزايد بشأن نوايا بكين تجاه الجزيرة.
وعلق جيلداي على تكهنات المجلس الأطلسي التي توقعت باستيلاء بكين على تايوان بحلول 2027 قائلا إن الأمر لا يتعلق فقط بما يقوله الرئيس الصيني شي جين بينغ، بل يتعلق بكيفية تصرف الصينيين وماذا يفعلون.
وأكمل حديثه قائلا: إن بكين نفذت في العقدين الماضيين كل وعودها في وقت أبكر مما أُعلن عنه، مشيرا إلى أنه عند الحديث عن 2027 فإن ذلك بالنسبة له 2022 أو ربما 2023، مؤكدا أنه لا يقصد بث القلق أبدًا، لكن لا يمكننا استبعاد هذا الاحتمال.. فشاركونا بآرائكم هل ينجرف العالم أجمع في نزاع عالمي ثالث؟ أم إنها مجرد توقعات متشائمة؟
هذه التوقعات بنيت على التصريحات العدائية المستمرة من الجانب الصيني ففي يوم الأحد الماضي أكد الرئيس الصيني شي جين بينج خلال افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي، أنه يعتزم “إعادة توحيد” تايوان مع الصين، وبالقوة إذا لزم الأمر.
وقال شي نصًا “نعمل بأكبر قدر من الصدق ونبذل أقصى الجهود لإعادة التوحيد السلمي مع تايوان، لكننا لن نتخلى أبدًا عن استخدام القوة، ونحتفظ بإمكانية اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة”.
ويأتي موقف المسؤول العسكري جيلداي غداة تحذير وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن بكين تريد السيطرة على تايوان “بوتيرة أسرع بكثير” مما كان متوقعًا سابقًا.
وترى بكين أن تايبيه التي تتمتع بحكم ذاتي جزء لا يتجزأ من أراضيها، علمًا بأن الحزب الشيوعي الصيني لم يسيطر على تايوان يومًا.
وتنتهج الولايات المتحدة “إستراتيجية الغموض” فيما يتعلق بمسألة التدخل العسكري في حال تعرض تايوان لهجوم من الصين. وهدف الإستراتيجية درء غزو صيني وثني تايوان عن استفزاز بكين بإعلانها رسميا الاستقلال،كما تبيع الولايات المتحدة أسلحة إلى تايبيه بهدف الدفاع عن نفسها.
أعزائي المتابعين.. من الواضح للجميع أن رسائل بكين لواشنطن كانت حازمة بأن النار ستحرق من يلعب بها في المنطقة، يتبلور الرد الصيني رويًدا رويدًا، منطلقًا من إجراء أكبر تدريبات ومناورات عسكرية واسعة بمحيط الجزيرة مرورًا إلى تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف في شرق مضيق تايوان، وصولًا إلى التأكيد على أن استفزازات واشنطن وتايبيه ستدفع الجزيرة إلى الهاوية. فما مصير معركة كسر العظم هذه بين أطراف الأزمة؟ شاركونا بتعليقاتكم.