مفاجأة منتظرة في أزمة سد النهضة بعد تدخل الصين

تدخل التنين الصيني في قضية سد النهضة قد يكون التحرك المفقود منذ أكثر من 11 عامًا، من المراوغات الإثيوبية فعلى مدار أكثر من عقد من الزمان هي عمر الأزمة، خاضت مصر والسودان وإثيوبيا عدة جولات من المفاوضات، منفردة وبرعاية الاتحاد الإفريقي، إلا أن أديس أبابا لم تُبد أي مرونة للحل طوال تلك الفترة، وكان هناك تعنت واضح وعدم قبول لأي حلول مقترحة.. إلا أن تدخل التنين الصيني قد يكون كلمة السر؟

حجرًا فى المياة الراكدة ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال القمة العربية الصينية في الرياض، بقضية سد النهضة والتى تجمدت المفاوضات فيها بين مصر وإثيوبيا والسودان والتى كانت تٌجرى برعاية الاتحاد الإفريقى، فى أبريل 2021، بعد فشلها فى التوصل لاتفاق.

حيث أشار السيسى، أمام الرئيس الصيني، إلى أن الأمن المائى يشكل تهديدا وجوديا “ويجب وضع القضية على رأس أولويات التعاون”، داعيا إثيوبيا إلى الانخراط فى حل دائم لقضية سد النهضة.

وقال العميد السابق لمعهد دول حوض النيل للبحوث والدراسات الاستراتجية بجامعة الفيوم ، وعضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية عدلى سعداوى، إن الصين قادرة على حل أزمة سد النهضة الإثيوبى.

وأضاف “سعدواى” فى تصريحات صحفية، أن الصين تربطها علاقات جيدة مع مصر وأثيوبيا والسودان، ولديها مصالح مشتركة مع الدول الثلاث، خاصة فى مبادرة الحزام والطريق التى أطلقتها بكين وتسعى إلى تنفيذها.

وأضاف أن الدور الصينى متواجد وبشكل قوى فى إفريقيا ، خاصة فى ظل انشغال قوى أخرى بالأحداث التى يشهدها العالم ومن بينها الأزمة الأوكرانية.

وشدد على أن الصين قادرة على إحداث حالة من التوافق والتوصل إلى حلول ترضى الدول الثلاث بحكم علاقاتها، واستثماراتها، وقدرتها التكنولوجية الهائلة التى من الممكن أن تستفيد منها تلك الدول فى توليد الطاقة من الرياح والشمس وبالتالى من الممكن أن توفر لإثيوبيا الطاقة التى تسعى إلى إنتاجها عبر التكنولوجيا المتقدمة التى تملكها ، فضلا عن عملية ملء خزان السد فى مدة أطول بخلاف المدة التى تعمل عليها أثيوبيا، وهو المطلب التى قدمته مصر والسودان.

وأضاف العميد السابق لمعهد دول حوض النيل للبحوث والدراسات الاستراتجية بجامعة الفيوم، وعضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، أن الصين أيضا تملك تكنولوجيا متطورة تمكنها من عملية إدارة السد وبالتالى توفير حصص المياه لكل دولة، وهو الأمر الذى يساعد إثيوبيا ويساعد فى حصول مصر والسودان على حقوقهما المائية.

وشدد دكتور عدلى على أن الصين قوة لها قدرتها العالمية، واستثماراتها ومشروعاتها متواجدة بقوة فى عدد من الدول الأفريقية مثل جيبوتى وإثيوبيا، مما يؤهلها بأن تكون الدولة القادرة على حل أزمة سد النهضة.

وأشار إلى أن دعوة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى خلال كلمته بالقمة العربية الصينية، إثيوبيا إلى الحوار مجددا من أجل إنهاء الأزمة والوصول إلى حل يرضى كافة الأطراف جيدة وجاءت فى محلها، لأنها تفتح الباب أمام السياسة الصينية التى تتسم بالهدوء الدبلوماسى المعهود عنها، مما يساعد على إحداث توافق، فضلا عن قدرتها على تقديم مساعدات لكافة الأطراف من أجل حل الأزمة.

وأوضح أن الصين لها استثمارات فى مشروع سد النهضة، كمشروع نقل الكهرباء المنتجة من السد، ويجب أن تتفهم الموقف المصرى وأهمية نهر النيل لمصر كمورد أساسى، ومصدر للنماء والبقاء والغذاء للشعب المصرى.

كما أشار الدكتور عدلى سعداوى، إلى أن الوضع مماثل أيضا بالنسبة لدولة الإمارات التى تملك استثمارات فى إثيوبيا، ويمكنها دفع التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث.

الصين تعد أحد القوى المؤثرة في العالم، ونجاحها في الوصول إلى حل بين الدول الثلاث ستضيف إلى دورها الإقليمي في القارة السمراء، ظل الصراع على إثبات الوجود في العمق الإفريقي، لاسيما بعد فشل الولايات المتحدة الأمريكية في الوصول إلى نقطة توافق بين الدول الثلاث بعدما فشل ترامب سابقًا في إقناع إثيوبيا للتوقيع على الاتفاق الثلاثي بالأحرف الأولى فى عام 2020.. فهل تنجح الصين فيما فشلت فيه الولايات المتحدة الأمريكية؟

Exit mobile version