آخر الأخبار

ماذا يفعل قادة الناتو في ليتوانيا؟ وهل نحن على أعقاب مواجهة نووية؟

 

تمر أخطر لحظات الأرض مع انعقاد قمة الناتو في ليتوانيا، حيث تزيد فرص المواجهة العسكرية، بين أكبر قوة نووية، في ظل خطوط حمراء قد يتم تجاوزها وخطط لحشد مئات الآلاف من الجنود خلال 30 يوما فقط، ما يهدد بقاء الأرض والبشرية، في ظل التحركات الساخنة من جانب الولايات المتحدة مع أعضاء حلف الناتو، في مواجهة روسيا واتخاذ خطوات لم تحدث منذ المواجهة العالمية الثانية.. ماذا يحدث في ليتوانيا؟

أخطر قمة للناتو على الإطلاق

وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى العاصمة الليتوانية فيلنيوس لحضور أخطر قمة لحلف شمال الأطلسي، والتي تركز على الدعم العسكري لأوكرانيا.

حيث حطت الطائرة الرئاسية الخاصة “إير فورس وان” في المطار الدولي للعاصمة الليتوانية قادمة من لندن، حيث التقى بايدن في وقت سابق، الملك تشارلز الثالث، ورئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك.

انبته لخطواتك إشارة للأيام المقبلة

ولكن على سلم طائرته الخاصة التي أقلته إلى ليتوانيا كُتبت عبارة بخط عريض : “انتبه لخطواتك”، فعلى الرغم من أن العبارة مقصود بها أن يحترس الرئيس بايدن خلال هبوطه من الطائرة إلى أرض المطار، خوفا من تعثره، مثلما حدث سابقا في مناسبات عدة، إلا أنه تبدو كرسالة للوضع العام والقمة الأخطر في تاريخ الناتو في ظل تصعيد الرئيس الأمريكي، وموافقته على إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا على الرغم من رفض القانون والمجتمع الدولي لاستخدامها في العمليات العسكرية.

وقت دقيق ومواجهة عسكرية قائمة

كما أن قمة حلق الناتو تُعقد في وقت دقيق، بعد أكثر من شهر على بدء هجوم مضاد تنفذه القوات الأوكرانية ضد الجيش الروسي على الجبهة بعد أن وفرت دول الناتو المعدات والآليات العسكرية، لكنه لم يحقق أي مكاسب تذكر أمام خطوط دفاعية الروسية الصلبة، ووضع المعدات العسكرية الغربية في ورطة حيث انتهى بها الحال إما مدمرة أو تحت السيطرة الروسية، وبالتالي قد تتعرف على الأسرار التكنولوجية الغربية بها وإعادة الاستفادة منها.

دول الناتو في موقف صعب

“انتبه لخطواتك”، عبارة كاشفة للوضع المقبل، الذي يخطط له بعض من دول حلف الناتو، في ظل رغبة في ضم أوكرانيا لتكون دولة عضوة بحلف الناتو، على الرغم من رفض دول عدة لتلك الخطوة، التي ستضع أعضاء الحلف في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا قد تحمل نهاية العالم، وذلك تنفيذا لمبادئ الحلف لأن المادة الخامسة من ميثاق الناتو تنص على أنه إذا تعرض أحد الأعضاء للاستهداف العسكري، فيجب على جميع الأعضاء الدفاع عنه.

بايدن يتعهد لزيلنسكي بمسار عقلاني

وعلى الرغم من عدم وضوح الرؤية بشأن طلبات الرئيس الأوكراني زيلنسكي من الحلف بشأن ضرورة الحصول على ضمانات أمنية واضحة من الناتو، وأن يترج الاجتماع آمال كييف وتطلّعاتها للانضواء في التحالف.

كشف بايدن أنه تحدث إلى زيلينسكي مطولا حول هذه القضية، وطمأنه أن الولايات المتحدة ستواصل توفير المعدات العسكرية لأوكرانيا، حتى يتم تمهيد ووضع مسار عقلاني لأوكرانيا كي تكون مؤهلة للانضمام إلى حلف الناتو.

كما أكد الرئيس الأمريكي، أنه لا يشعر بأن أوكرانيا جاهزة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي”، مشددا على عدم وجود إجماع حول إمكان ضم كييف” في خضم مواجهة عسكرية قائمة، وإذا حدث ذلك سنكون في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا.

زيلنسكي والضمانات الأمنية

في الوقت ذاته تحدث الرئيس الأوكراني، عن ضم كييف للناتو، مؤكدًا أن دعوة أوكرانيا للانضمام إلى الحلف ستبعث برسالة مفادها أن الحلف لا يخشى موسكو، مشددًا على أن أوكرانيا يجب أن تحصل على ضمانات أمنية واضحة في ظل عدم انضمامها إلى الحلف، وأن ذلك سيكون أحد أهدافه خلال حضوره قمة الناتو في فيلنيوس، مؤكدًا أنه سيفعل كل ما بوسعه من أجل الإسراع بهذا الحل.

وعلى الرغم من حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن عدم الاتفاق والاجماع على ضم أوركرانيا للناتو، أكد أمين عام الناتو أن أوكرانيا أصبحت أقرب لعضوية الحلف ويجب أن ينعكس ذلك على قرارات القمة.

الموقف الروسي

في الوقت الذي يدور فيه الحديث عن ضم أوكرانيا للناتو، حذر الكرملين من تداعيات خطيرة على أمن أوروبا بسبب هذا القرار.

وأكد المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أنه ستكون لعضوية أوكرانيا في الناتو تداعيات سلبية جداً على الهيكل الأمني برمته في أوروبا، مشددًا على أن ذلك سيشكّل أيضاً خطراً مطلقاً وتهديداً لبلدنا، وسيستدعي ما أسماه «ردّاً جدّياً».

مخاوف أوروبية وخطط لأول مرة

وتأتي تحركات دول الناتو لدعم كييف، مدفوعة بمخاوف من أن تكون التحركات الروسية في أوكرانيا مجرد بداية، في توسيع موسكو لإمبراطوريتها، وأن تبدأ بالتهام الدول الأوروبية واحدة تلو الأخرى، فلأول مرة منذ نهاية المواجهة الباردة، يضع الناتو يضع خططاً لمواجهة أي استهداف روسي.

وكشف 3 دبلوماسيين لوكالة “رويترز” أن الدول الأعضاء في الناتو اتفقوا على خطط توضح بالتفصيل كيف سيرد الحلف على أي استهداف روسي، متغلبا على محاولة تركية لعرقلة الاتفاق.

وأكدت التقارير الصحفية، أن ذلك يشير إلى تحول كبير، وأن هذه هي المرة الأولى التي يضع فيها الحلف مثل هذه الخطط منذ نهاية المواجهة الباردة قبل ثلاثة عقود، حيث لم يشهد الحلف على مدى عقود حاجة إلى خطط دفاعية واسعة النطاق داخل أوروبا نفسها، على الرغم من المشاركة في عمليات عسكرية كبير في الشرق الأوسط وأفغانستان.

تحركات لم تحدث منذ 1945

وأشارت التقارير الصحفية إلى أنه منذ عام 1945 ونهاية المواجهة العالمية الثانية، لم يشهد الحلف مواجهة عسكرية كالتي تجري حاليا خارج حدوده في أوكرانيا، ويحذر الآن من أنه يتعين أن يتوافر لديه كل تخطيط قبل وقت طويل من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مع خصم مثل موسكو.

ويعد الاجتماع في “فيلنيوس”، هو الأخطر حيث سيتم تحديد خطط إقليمية، وسيقدم الحلف أيضا إرشادات للدول حول كيفية ترقية قواتها والجوانب اللوجستية وخطوط الإمداد والتموين وغيرها من الأمور.

وبلا شك فإن كل هذه الخطط تحتاج إلى التمويل، لذلك تم رفع هدف الإنفاق العسكري للتحالف، مما يجعل الهدف الحالي المتمثل في 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي هو الحد الأدنى المطلوب.

وعلى الرغم من أنه يمكن أن تندلع المواجهات العسكرية في أي لحظة، أكد مسؤولو الحلف إن تنفيذ الخطط بالكامل سيستغرق بضع سنوات، لكنهم قادرون على التوجه إلى أي مواجهة عسكرية على الفور إذا لزم الأمر، حيث أنه لدى الناتو حاليا 40 ألف جندي يمكن حشدهم في وقت قصير، وستتم مناقشة خطط إرسال 300 ألف جندي للعمل في غضون 30 يوما في المؤتمر الذي سيعقد في ليتوانيا.

نهاية العالم في ضغطة زر

إلى كل ذلك فإن اجتماع الناتو وفرضية ضم أوكرانيا إلى الحلف في ظل دعوات من بولندا وعدد من الدول لضمها وتحذير روسيا من أن تلك الخطوة قد تضع الأمور على الحافة يضع العالم كله في موقف صعب، وبلا شك فإن اللحظات الحالية هي الأخطر في عمر الكوكب المهدد بحدوث مواجهة نووية في أي لحظة فيكفي لأي مسئول أن يضغط زر نهاية العالم لتحدث المواجهة النووية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى