ظهوره المفاجئ قلب مواقع التواصل الاجتماعي، إنه أكثر الدعاة إثارة للجدل حول العالم كله.. ذاكر نايك، بعد محاولات عديدة من السلطات الهندية للقبض عليه وإسناد تهم تتعلق بالتحريض على العنف في حقه واختفائه لأكثر من عامين، ظهر نايك فجأة في قطر!! فمن هو ذاكر نايك؟ ولماذا أثار ظهوره كل تلك الضجة الإعلامية الكبيرة؟
في مجتمع يعج بالديانات المختلفة والعقائد الغريبة، ولد ذاكر نايك لعائلةٍ مسلمة طبية، كان أبوه عبد الكريم محمد نايك طبيبا جراحا وناشطا اجتماعيا.
درس نايك الطب بناء على رغبة والديه، وتخرج من كلية الطب بجامعة مومباي، ولكنه سرعان ما طغت طبيعته الفضولية ليترك الشاب ذاكر وقتها الطب ويتفرغ لدراسة مقارنة الأديان.
بدأ بإتقان أساليب الجدال المنطقي، والمناظرة العقلية، ثم تفرّغ لكتب الأديان المختلفة التي تملأ بلاده مثل المسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية، وأقوال أصحابها ومنَظّريها.
بعد الدراسة بدأ نايك بعقد العديد من المناظرات والمؤتمرات التي كان يحاول فيها مناقشة معتنقي الأديان المختلفة، وقد لاقت تلك المقاطع رواجا كبيرا على الإنترنت ومواقع التواصل.استفز نجاحه بعض القوى السياسية والدينية في الهند وخارجها فاتهم فورا بنشر خطاب الكراهية.
وطلبت الهند رسميًا بعدها من الإنتربول الدولي إصدار مذكرة اعتقال حمراء بحقه، بدعوى أنه هارب دولي من وجه العدالة، لكن اتهامات الهند لم تأت بتلك السذاجة الظاهرية، فمن المعروف أن اتهامًا فضاضًا مثل هذا لن يمر على الانتربول الدولي.
ولذلك فقد أسندت له اتهامات أخرى جنائية مثل “غسل الأموال، والكسب غير المشروع. لتحذو دول عديدة حذو الهند، بداية بالولايات المتحدة وكندا واللذان منعاه من دخول أراضيهما، كما قامت دولٌ أخرى بالتضييق على مؤسساته وقنواته.
بالإضافة إلى حملات من الصحافة العالمية عليه مثل صحيفة صنداي تايمز بأنه والتي وصفته بأنه “داعية يحض على الكراهية، ولا يحترم النساء.
كان نايك حينها مقيما بالسعودية وأعلنت السلطات الهندية أن وفور خروجه منها سوف تقبض عليه فورًا، ليرد نايك الصاع صاعين ويكيل الاتهامات لحكومة الهند ويتهمهم بالفساد والاستبداد وتلفيق التهم له بغرض الإيقاع به.
وفي 2017، ألغت الحكومة الهندية جواز سفر نايك تمامًا، وبررت ذلك بإن الإلغاء تم بناء على طلب من وكالة الاستخبارات داخل البلاد.
خرج بعدها نايك من الهند وذهب إلى ماليزيا، وهي الدولة الوحيدة التي منحته الإقامة الدائمة، منذ أن وجهت له السلطات الهندية اتهامات غسل الأموال.
ولطالما كانت ترفض الحكومة الماليزية ترحيل نايك، حتى أن رئيس الوزراء مهاتير محمد قال في 2018 أن بلاده لن تستجيب لمطالب الدول الأخرى، وإلا فإن “أحدا ما” سيصبح ضحية.
وفي الفترة الأخيرة اختفى نايك تماما من على الساحة، وهو ما فتح الباب على مصراعيه لاحتمالات تسليمه للسلطات الهندية.
باب أغلق تماما في الساعات الأخيرة، حيث أظهرت صور التقطت لنايك في قطر وهو يتمشى في احدى الفنادق، استعدادا كما يقول البعض لإلقاء إحدى المحاضرات داخل دولة قطر.
لتستمر التساؤلات والجدل قائما، لماذا ظهر نايك الآن؟ وما هي الرسالة التي أراد أن يرسلها من هذا الظهور المفاجئ.. لعل الأيام القادمة أن تحمل الإجابة.