من العمل في سوق شعبي ثم مربية أطفال ونادلة في حانة إلى رئيسة الحكومة الإيطالية فكيف حدث ذلك؟
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة بفوز زعيمة اليمين المتطرف جورجيا ميلوني صاحبة الـ45 عامًا في إيطاليا برئاسة الحكومة، ما أثار تخوف الأوروبين وأصبحت كذلك كابوسًا للمهاجرين فمن هي جورجيا ميلوني؟
“سندافع عن هويتنا، أنا جورجيا، أنا امرأة، أنا أم، وأنا إيطالية، وأنا مسيحية” هكذا عرفت نفسها زعيمة اليمين المتطرف وأول امرأة تصل إلى رئاسة الحكومة أمام انصارها في روما.
ولدت جورجيا ميلوني عام 1977 في أحد الأحياء الشعبية لروما لأب يساري الفكر وأم يمينية، لتحظى ميلوني بطفولة صعبة حيث تخلى والدها عنها عندما أتمت عامًا من عمرها وسافر ليعيش بمفرده في جزر الكناري، لتربيها أمها وحدها.
لم تكمل ميلوني دراستها الجامعية فحين أتمت دراستها بالمرحلة الابتدائية والإعدادية التحقت بمدرسة فنية ثانوية، وقررت بعدها أن تبحث عن فرصة عمل لتعمل في سوقٍ شعبيةٍ للخضار ثم كمربية أطفال ونادلة في نادي ليلي بروما.
دخلت ميلوني الحياة السياسية عندما كانت في الـ 15 من عمرها حيث التحقت بجبهة الشباب وهو جناح في الحركة الاجتماعية الإيطالية الفاشية الجديدة، لتصبح فيما بعد رئيس الفرع الطلابي للحركة.
ثم أصبحت بعد ذلك عضوة في حزب التحالف الوطني ذو التوجه الفاشي، وفي عمر الـ29 أصبحت أصغر نائب لرئيس مجلس النواب الإيطالي، لتصل بعد ذلك لمنصب أصغر وزيرة للشباب في إيطاليا في حكومة “سيلفيو برليسكوني” وهذه تجربتها الوحيدة في العمل الحكومي.
وحدث بعد ذلك خلافات في الأفكار لتنفصل عن حزب برليسكوني، وتؤسس ميلوني حزب أسمته ” إخوة إيطاليا”، وعرف عن ميولني تبنيها لمواقف متشددة للغاية منها رفضها الشديد لدخول المهاجرين البلاد حيث دعت لفرض حصار من القوات البحرية على ساحل البحر المتوسط في إفريقيا لمنع المهاجرين من الوصول إلى إيطاليا مما أثار تخوف أوروبا من تنامي الهجرة.
كما يتخوف الاتحاد الأوروبي من أن تتنامي الاحزاب اليمينة التي تميل إلى التمسك بذاتها وقوميتها وترفض الانخراط مع أي أجناس أوعرقيات أو ديانات أخري، في دول الاتحاد ، حيث قال برلمانيون أوروبيون أنّ الأسس والقيم المشتركة للاتحاد الأوروبي في خطر، حيث يقلق الكثير في أوروبا من توجهات اليمين.
كما تظهرميلوني عدائها الصريح للمسلمين وكرهها لكل ماهو ليس كاثولكيًا وأروبيًا، حيث من أشهر مقطاتفها ” سنواجه أسلمة أوروبا لأننا لا نريد أن نصبح قارة مسلمة”، لكنها رغم ذلك سبق وأعلنت تأييدها للرئيس السوري بشار الأسد وأيضا إيران وجماعة نصر الله.
وبصفة عامة بينما تنفي ميلوني أي صلة بأفكار موسوليني، لكنها تحرص على عدم إدانة حكمه، حسبما ورد في تقرير لموقع France24.
أخيرا لم تخف رئيسة حزب “إخوة إيطاليا”، جورجيا ميلوني، مواقفها المعادية للمهاجرين، وسط مخاوف أوروبية من تفاقم الأزمات الإنسانية وزيادة العداء الذي يواجهه المهاجرون في إيطاليا.