وصلت وزيرة الخارجية الإيطالية جورجيا ميلوني السبت إلى طرابلس في ثاني زيارة تقوم بها هذا الأسبوع إلى بلد من جنوب حوض البحر المتوسط، لبحث مسائل متعلقة بالطاقة وكذلك موضوع الهجرة الشائك.
وتعد زيارة ميلوني إلى ليبيا، هي أول زيارة لرئيس دولة أو حكومة أوروبية إلى ليبيا منذ زيارة سلفها ماريو دراجي في أبريل 2021.
وكان في استقبال ميلوني رئيس حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها من الأمم المتحدة عبد الحميد الدبيبة، وفق مشاهد تلفزيونية وزعتها الحكومة الليبية.
وبعد عزف النشيدين الوطنيين، توجهت ميلوني والدبيبة إلى صالون فندق فخم في طرابلس لإجراء محادثاتهما على انفراد، بحسب “فرانس برس”.
وعلى الرغم من أهمية الزيارة على المستوى الدبلوماسى والاقتصادي، إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين لم تكن الشئ اللافت في الزيارة.
ففي مشهد خارج عن البروتوكول وعن الشكل الرسمي للتعامل بين الدول، جذبت صورة لرئيس الحكومة الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني نظر وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
فظهر رئيسة الحكومة الإيطالية فى أحضان رئيس الحكومة الليبية، فى مشهد غريب، مثل صدمة كبيرة لوسائل الإعلام التي تابعت الزيارة، وكذلك رواد وسائل التواصل الاجتماعي.
وظهر في الصورة عبدالحميد الدبيبة يلف ذراعه حول “ميلوني”، خلال صعودهما درجات السلم الكهربائي فيما تبدو عليها سعادة كبيرة وضحكة غامرة، في مشهد لا يظهر أنه لقاء دبلوماسي بين رؤساء حكومات بل اثنين من العاشقين.
وهو ما لفت نظر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم انتقاد تصرف الدبيبة بشدة على مواقع التواصل، حيث كان خلال الساعات الماضية يروج لنفسه عن طريق فيديوهات أنه رجل البر والتقوى الذي يؤذن للصلاة فى المساجد، في وقت كشفت هذه الصورة أن ادعائه الإيمان والتقوى ما هي إلا وسيلة سياسية للتقرب من البسطاء والترويج لنفسه سياسيا.
ولم تخرج رئيسة الوزرء الإيطالية خاسرة من زيارتها إلى ليبيا، حيث وقعت شركة إيني الإيطالية للطاقة اليوم السبت اتفاقا مع الشركة والمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا لإنتاج الغاز بقيمة ثمانية مليارات دولار، بينما يواجه هذا الاتفاق بمعارضة شديدة من قبل حكومة فتحي باشاغا المدعومة من البرلمان في ظل احتدام الخلافات السياسية في ليبيا.
وتسعى رئيسة الوزراء الإيطالية، إيجاد البديل للغاز الروسى الذي توقفت أوروبا عن استيراده، حيث سعت الدول الأوروبية بشكل متزايد خلال العام الماضي إلى تبديل الغاز الروسي بإمدادات الطاقة من شمال أفريقيا وأماكن أخرى بسبب العمليات العسكرية في أوكرانيا.
ومع هذا، قد يتم تقويض أي اتفاقات تُبرم في طرابلس بسبب التفكك الداخلي في ليبيا، الذي قسم البلاد بين فصائل تتنافس للسيطرة على الحكومة.
وفي مؤشر على الانقسامات السياسية في ليبيا، رفض وزير النفط بحكومة الدبيبة نفسها، محمد عون، أي صفقة تبرمها المؤسسة الوطنية للنفط مع إيطاليا، وقال في مقطع فيديو على موقع الوزارة على الإنترنت إن مثل هذه الاتفاقات يجب أن تعقدها الوزارة.
وكانت حكومة باشاغا المدعومة من البرلمان وقعت الحجز الإداري على إيرادات النفط للعام 2022 المودعة بحسابات المؤسسة الوطنية للنفط والمصرف المركزي في محاولة لعرقلة الاتفاق لكن الخطوات بقيت رمزية.
وجود رئيسة الوزراء الإيطالية في أحضان الدبيبة مع الاتفاق المثير للجدل، الذي تم وصفه بأنه أهم استثمار جديد في قطاع الطاقة الليبي خلال ربع قرن، تسبب في إثارة الجدل بسبب رفض وزير النفط فى حكومة الدبيبة نفسها هذا الاتفاق مع حكومة باشاغا الموازية.. متى تنتهي السيولة السياسية في ليبيا؟