ارجع معنا بالذاكرة ل2008، أو اسأل الوالد والوالدة هل كانا يتوقعا حينها ان الدولار يصل إلى 30 جنيه؟ أي شخص وقتها كان سيقول أن الأمر مستحيل، ولكن العراب أحمد توفيق تنبأ بالأمر في يوتوبيا منذ 14 عام.
الدولار دلوقتي في البنك بحوالي 24.60 جنيه، وبالتزامن مع ده المصريين في انتظار الإعلان عن تعويم كامل للجنيه أو خفض جديد في قيمته على أحسن الأحوال.
وبعد ماكان الدولار في شهر 3 ب15 جنيه وشوية دلوقتي بيقرب من ال25، بس برضه مش دي المشكلة.
الفكرة هنا إن في توقعات بوصول سعر الدولار الى 30 جنيه لو حصل تعويم كامل من المركزي قبل الحصول على قرض الصندوق النقد، وتحديدا قبل 16 ديسمبر معاد الموافقة النهائية من الصندوق.
وطبعا انت دلوقتي بتسأل إيه علاقة ده بالعراب اللي قلنا عليه؟ بص ياسيدي العراب هو أحمد خالد توفيق الروائي المعروف واللي كتب روايته الشهيرة يوتوبيا في 2007 ونشرها في 2008.
وكان بيتكلم فيها عن مدينة مقفولة على الاغنيا بس، وخارج اسوراها كل حاجة مختلفة شكل الشوراع واللبس وحتى وشوش الناس. و المفاجأة بقى ان متابعين السوشيال ميديا نشروا اجزاء من الرواية بتأكد انه توقع وصول سعر الدولار ل30 جنيه.
وحسب الصور المنشورة أحمد خالد توفيق كاتب في روايته : «هناك من يقول إن الجنيه كان أعلى سعرًا من الدولار يومًا ما، لا أصدق هذا، وقد صار الدولار يساوي ثلاثين جنيهًا، هذا نموذج مخيف للتضخم لأن ثمن هذا القميص لن يتجاوز ربع دولار بحال، لسبب كهذا تجد أن أسعار الأشياء تحدد بمئات الجنيهات، وأعتقد أنهم يفضلون المقايضة على كل حال باعتبارها أقرب للحقيقة».
وعلى فكرة الدولار وقت نشر الرواية في 2008، كان سعره 5 جنيه و29 قرش بس، عشان كده الناس بتقول ان العراب احمد خالد توفيق كان سابق عصره واوانه.
ماهو لو حد سألك عن توقعاتك لسعر الدولار في أول 2022، رقم 30 ده كان مستبعد، بس تقول ايه بقى، بعد اندلاع الأزمة بين روسيا وأوكرانيا والعالم دخل في دوامة مش عارفين هتنتهي امتي.
وفي وسط الظروف العالمية دي، البنك المركزي اضطر يخفض قيمة الجنيه أمام الدولار في مارس الماضي، ومن ساعتها وهو في انخفاض تدريجي لغاية ماوصلنا ل27 اكتوبر اللي فات والبنك المركزي قرر اعتماد سعر صرف مرن، يعني المفروض قيمة الجنيه أمام الدولار تتحدد حسب الطلب والعرض.
وطبيعي في اللحظة دي تسأل نفسك طيب مش هو ده التعويم ليه دلوقتي في كلام عن تعويم تاني؟
بص حضرتك، صندوق النقد شايف إن العرض والطلب في السوق مش في حجمه الحقيقي، وببساطة اكتر انت عندك بضايع مركونة في المينا بقيمة تقريبية 6 مليار دولار، وطبعا لو القيود على الاستيراد اترفعت الطلب على الدولار يزيد وسعر الجنيه هيقل.
والمشكلة هنا إن في تقارير بتتكلم عن تخطي سعر الدولار في السوق الموازية لأكتر من 33 جنيه زي ماقالت وكالة رويترز.
انتوا بقي تفتكروا العراب فعلا هيصدق في توقعاته؟ ولا سعر الدولار هيبقى بكام؟