مع قدوم فصل الشتاء، ومواجهة الصقيع والتجمد، فبلا شك تحول الغاز ليصبح إكسير الحياة، فهو ضروري لتوفير الطاقة والتدفئة للمنازل وعمل المصانع والمستشفيات ولكن النقص الشديد الذى تواجه المملكة المتحدة قد يؤدى إلى ما لا تحمد عقباه.. ماذا يحدث فى لندن؟
تواجه الممكلة المتحدة أسوأ كوابيسها مع قدوم فصل الشتاء، بسبب نقص إمدادات الغاز اللازمة لتوفير التدفئة والكهرباء، بعد انقطاع الغاز الروسى الذي كان يمد القارة العجوز بـ 40% من احتياجاتها.
وحذر مالك شركة “بريتش غاز”، بحسب صحيفة “ذا ميرور” إن المملكة المتحدة لديها أدنى مستويات تخزين الغاز في أوروبا، لافتًا إلى أن البريطانيين قد يواجهون انقطاعًا مخططًا للتيار الكهربائي لمدة ثلاث ساعات إذا كان هناك نقص هذا الشتاء.
ولفت إلى أنه يتبق سوى إمدادات 9 أيام في المملكة المتحدة من احتياطيات الغاز، مقارنة بـ 103 أيام في فرنسا.
مما يضع الحكومة الجديدة برئاسة ريشي سوناك فى موقف صعب لتوفير إمدادات الطاقة، بشكل سريع تفاديا لأى نقص فى الشتاء لاسيما أن هذا يعنى تجمد الممكلة المتحدة لن يكون التأثير السلبى على الاقتصاد فقط بل أصبح يمس مدى قدرة البريطانيين فى البقاء على قيد الحياة مع درجات الحرارة المنخفضة فى فصل الشتاء.
وكانت المفوضية الأوروبية وضعت “خطة طوارئ” لمواجهة خفض إمدادات الغاز الروسي عن طريق ملء خزانات الغاز قبل موسم التدفئة الشتوية، إلا أن تصريحات رئيس شركة “بريتش غاز” حول أن احتياطي الغاز بالمملكة المتحدة يكفي لـ 9 أيام فقط، كشف فشل لندن فى توفير احتياطيات آمنة من الغاز لاسيما مع قدوم فصل الشتاء وقد تفرض خلال الظروف الطبيعية عوائق على إمدادت الغاز وسلاسل التوريد مما قد يؤدى إلى تجمد البلاد.
وكانت وكالة “بلومبيرج”، أكدت أن بريطانيا قد تواجه عجزا في الطاقة الكهربائية بنحو السدس، حتى بعد تشغيل محطات الفحم.
وتواجه لندن أزمة أخرى فى توفير الكهرباء بسعر رخيص، حيث تعتمد على صادرات الطاقة من النرويج والتى تضخ نحو خمس إنتاجها إلى جيرانها في القارة الأوروبية، إلا انه نتيجة للتغيرات المناخية وانخفاض مستويات المياه في جنوب البلاد وضعت حكومة النرويج آليات رقابية بشأن تصدير الكهرباء لمنع نقص الطاقة خلال الشتاء.
وتعد بريطانيا من أكثر الدول اعتماداً على صادرات الطاقة النرويجية، وبالتالي فإن أي قيود تفرضها النرويج على صادراتها من الطاقة، ستؤدي إلى ارتفاع جديد في الأسعار التي تشهد ارتفاعاً كبيراً حالياً.
وتشهد بريطانيا العديد من التظاهرات والإضرابات من أجل رفع الرواتب فى كافة القطاعات ومن جانب أغلب النقابات جراء ارتفاع فواتير الطاقة والتضخم وانخفاض القدرة الشرائية.
9 أيام فقط من احتياطيات الغاز، مغامرة كبيرة من الممكلة المتحدة، فى تأمين قدرتها على مواجهة الشتاء المقبل لاسيما أن أزمة الغاز تواجه أغلب الدول الأوروبية وبالتالى اعتمادها على جيرانها فى توفير أى إمدادات طارئة قد تكون مقامرة غير محسوبة العواقب لاسيما أن جميع الدول الأوروبية معرضة لنقص إمدادات الطاقة فى الشتاء بالإضافة إلى العوائق الطبيعية نتيجة ظروف الطقس التى قد تؤثر على سلاسل التوريد.. فهل تنجو المملكة المتحدة خلال الشتاء؟