على أرض بكين انتهت قطيعة بين السعودية وإيران وصلت في بعض الأحيان إلى التهديد بشن عمليات عسكرية، واستهداف منشآت نفطية، لتكتب بكين تاريخا جديدًا في المنطقة، بدورها وسيط لإنهاء الأزمات المتجذرة في المنطقة والتى فشلت قوى إقليمية كبيرة في حلها.. ماذا حدث على أرض بكين؟
اتفقت المملكة العربية السعودية وإيران على استئناف العلاقات الثنائية، وإعادة فتح السفارتين والبعثات الدبلوماسية، بحسب ما نقلته وسائل إعلام سعودية وإيرانية رسمية.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني التقى وزير الدولة السعودي مساعد بن محمد العيبان في العاصمة الصينية بكين، حيث تم التوصل إلى الاتفاق.
وذكرت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية أنه صدر بيان مشترك جاء فيه أن وزيري خارجية البلدين سيلتقيان لتنفيذ هذا القرار واتخاذ الترتيبات اللازمة لتبادل السفراء. وأضاف البيان الذي نشرته “تسنيم” أن البلدين أكدا على “احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض”.
أفادت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن بيان سعودي صيني إيراني أن الرياض وطهران اتفقتا اتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وقال البيان إن وزيرا خارجية البلدين سيجتمعان لترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات، وإن المباحثات جاءت رغبة من طهران والرياض في حل الخلافات بالحوار والدبلوماسية.
وأضاف البيان أن المباحثات جرت في بكين وفق اتفاق بين قيادتي السعودية وإيران مع الرئيس الصيني، مشيرا إلى أن الرياض وطهران اتفقتا على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
بدورها أفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية بأن إيران والسعودية اتفقتا على إعادة العلاقات وفتح السفارتين في غضون شهرين.
وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “نتيجة للمحادثات، اتفقت إيران والسعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين.. في غضون شهرين”.
كما أفادت وكالة “نور نيوز” بأن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أشاد بالصين لدورها في إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض.
وأضاف بالقول “أجريت مباحثات مكثفة مع مستشار الأمن الوطني السعودي بالصين منذ الاثنين الماضي”، موضحا أن عودة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية تعزز الاستقرار والأمن الإقليميين.
ومرت المفاوضات بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات بمراحل عديدة، خلال الأشهر الماضية، شهدت تقارب في بعض الأحيان وتهديدات في بعض الأحيان الأخرى.
وكان المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أبو الفضل عموئي، تحدث في أغسطس 2022، مؤكدا أن المحادثات مع السعودية وصلت إلى مرحلة إعادة العلاقات على المستوى الجيد.
وقال عموئي، في تصريحات لوكالة “مهر” الإيرانية للأنباء: “وصلت المحادثات مع السعودية إلى إعادة العلاقات إلى المستوى الجيد”.
وتابع:”إجراء محادثات دبلوماسية بين البلدين قريبا، إذ من شأن ذلك أن يكون مقدمة لإحياء العلاقات السياسية”.
وقال المتحدث “مع أنّ إيران قد تنتقد مواقف السعودية في القضايا الإقليمية والدولية، إلا أن هذا لا ينفي وجود علاقة ثنائية لمتابعة القضايا وتبادل الآراء في مختلف القضايا”.
وأوضح عموئي أنّ “بناء العلاقات الثنائية وتقويتها وتنشيطها مسألة مهمة تتطلّب العمل والوقت، ولا ينبغي أن نتوقع تحقيق هذه الأهداف على الفور، ولكن في جميع القضايا، ينصب تركيزنا الأساسي في الحفاظ على المصالح الوطنية وتأمينها”.
وانقطعت العلاقات بين الرياض وطهران منذ العام 2016، عندما استهدف محتجّون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بعدما أنهت المملكة حياة رجل دين معارضا وموالي لإيران.
ويلعب العراق منذ أبريل 2021 دور الوسيط بين البلدين، مستضيفاً سلسة من المفاوضات بين المسؤولين الأمنيين الإيرانيين والسعوديين.