لم تمض سوى أيام على مأساة زلزال شرق المتوسط الذي خلف وراءه آلاف الضحايا، ليستفيق العالم على حادث مأساوي جديد في مدينة لاريسا اليونانية.. فهل الحادث له علاقة بالزلالزل المتتابعة التي تضرب منطقة البحر المتوسط؟
في مساء الثلاثاء تحرك قطارا للركاب من العاصمة اليونانية أثينا في طريقه لمدينة تيسالونيكي في شمال شرق البلاد، وبعدها ببضع ساعات اصطدم بقطار آخر مخصص للبضائع على بُعد 250 كيلو متر من العاصمة اليونانية.
أدى التصادم لاشتعال العربات الثلاث الأولى من قطار الركاب، ما أسفر عن أنهاء حياة 40 راكبا وإصابة 53 آخرين بينهم 25 في حالة حرجة، وتم إجلاء 250 راكبا من إجمالي 350 بسلام في حافلات نقل آخري.
سارعت فرق الإنقاذ والتدخل السريع والحماية المدنية على موقع الحادث لإنقاذ ما يمكن من الضحايا، ونقل المصابين إلى المستشفيات القريبة بالمنطقة عن طريق 40 سيارة إسعاف.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «آنا» المعلومات الأولية عن الحادث، والتي أشارت لاصطدام قطار شحن بقطار ركاب كان على متنه 350 راكبا، وأسفر الحادث عن خروج ثلاث عربات من القطار عن مسارها.
كاترينا ساكيلاروبولو رئيسة اليونان، قطعت زيارتها إلى مولدوفا لتعود إلى بلادها بعد حادث اصطدام القطارين الذي أسفر عن عشرات الضحايا، وأصبح أكبر حادث يخلف ضحايا على قضبان السكك الحديدية في اليونان منذ عقود.
أما المتحدث باسم الحكومة يانيس أوكونومو، تحدث عقب الحادث «أولويتنا الآن هي معالجة الجرحى والبحث عن المفقودين بين الحطام وتقديم الدعم النفسي لأقارب الضحايا من قبل علماء النفس المتجهين إلى مدينة لاريسا».
ودفع كوستاس كارامانليس وزير النقل اليوناني، ثمن الإهمال والقصور الكبير في نظام السكك الحديدية المتقادم في اليونان والذي يحتاج لتحديث فيما يتعلق بالمسارات وأنظمة الإشارات والتحكم الآلي في العديد من المناطق.
وأعلن كارامانليس، استقالته من منصبه على خلفية الحادث، الذي أسفر عن إنهاء حياة 40 شخص وإصابة العشرات من الركاب، كما اعتقلت الشرطة اليونانية مدير محطة القطارات في مدينة لاريسا.
وتفقد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس موقع الحادث، وأعلنت الحكومة الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام.
وعبر المتحدث باسم الحكومة جيانيس أويكونومو عن الحادث قائلا: «هذه مأساة لا توصف»، ويضييف أنه تم ارسال 500 عامل من خدمات الطوارئ إلى مكان الحادث.
تشهد اليونان هذا الحادث المأسوي بعد 22 يوم من زلزال شرق المتوسط الذي ضرب تركيا وسوريا وأسفر عن إنهاء حياة 51 ألف شخص وخلف وراءه آلاف المصابين، ومازالت توابعه من الهزات الارتدادية تضرب عدد من المدن التركية.
وتشهد بلدية إسطنبول حالة طوارئ قصوى، وضعوا خلالها خطة التعامل مع الزلزال المحتمل على المدينة التركية والمتوقع أن تصل قوته لـ سبع درجات ونصف على مقياس ريختر.