في وقت تكافح فيه اتفاقية الحبوب بين روسيا وأوكرانيا وتركيا بقيادة الأمم المتحدة للصمود من اجل غذاء العالم لاسيما النامي منه حيث يعد البلدان مصدر اساسي لغذاء العالم من القمح وعدد من المواد الأساسية الأخرى جاء تدمير دمر سد كاخوفكا، ليثير المخاوف من تعطل إمدادات أوكرانيا من الحبوب وعلى رأسها القمح والشعير والذرة، إلى الدول النامية، وعودة ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالمياً.. هل قوت العالم النامي اصبح في خطر؟
مازالت تداعيات تدمير سد نوفا كاخوفكا الأوكراني الواقع في منطقة خيرسون بالأجزاء التي تسيطر عليها روسيا تتكشف أمام العالم، حيث يبدو أن آثاره المدمرة عابرة للحدود وقد تؤثر على العالم كله.
ويقع السد على نهر دنيبرو، وبجانبه محطة كاخوفكا الكهرومائية، ويحتجز 18 مليون متر مكعب من المياه، ويبلغ ارتفاعه 30 مترا وطوله 3.2 كيلومتر، قد أنجز في عام 1956.
ووصلت مياه السد الآن إلى ثمانين بلدة من البلدات الواقعة على ضفتي نهر دنيبرو، الأمر الذي تسبب في حدوث فيضانات شديدة تكبدت الأبنية والأراضي الزراعية خسائر على إثرها.
ويعتبر سد نوفا كاخوفكا مهمّا للغاية بالنسبة للمنطقة، وهو يحتوي على خزان يوفر المياه للمزارعين والسكان، ولمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، فضلا عن كونه قناة أساسية لنقل المياه جنوبا نحو شبه جزيرة القرم الواقعة تحت السيطرة الروسية.
وقالت وزارة الزراعة الأوكرانية، إن أوكرانيا قد تفقد ملايين عدّة من الأطنان من المحاصيل بسبب الفيضانات الناجمة عن تدمير سد كاخوفكا في جنوب البلاد.
وقالت الوزارة في بيان “بدون مصدر لإمدادات المياه، من المستحيل زراعة الخضراوات”. وفقا للتقديرات الأولية، تتوقع وزارة الزراعة الأوكرانية أن تغمر المياه نحو 10 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية على الضفة الشمالية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون.
أشارت الوزارة إلى أنه من المتوقع غمر أضعاف هذه المساحة في المنطقة الواقعة على الضفة الجنوبية للنهر والتي تسيطر قوات روسية عليها.
وحذر برنامج الغذاء العالمي، من “تداعيات مدمرة”، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون الجوع على مستوى العالم جراء تدمير سد كاخوفكا الأوكراني.
ووفق وكالة “أسوشيتدبرس” الأميركية، فهناك حقول زراعية ضخمة في جنوب أوكرانيا حيث تم تدمير السد، مما تسبب في تعريض المحاصيل للخطر في مسار مياه الفيضانات.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن المنطقة التي انهار بها السد تنتج حوالي 6 بالمئة من إنتاج أوكرانيا من القمح، وهو ما يقارب 20.8 مليون طن، وبالتالي فحرمان العالم منها سيؤثر بشكل فادح.
وأكدت تقارير صحفية أنه من المرجح أن تستمر التوقعات بشأن تراجع صادرات المواد الغذائية من أوكرانيا خلال الفترة المقبلة، إذ باتت كييف قادرة على تصدير 40 بالمئة من الحبوب، مما كانت عليه قبل عامين، ما يؤدي إلى نتائج قاسية على سلاسل الغذاء في العالم حيث كانت أوكرانيا تعد مزرعة العالم لاسيما بالنسبة للقمح والذرة والشعير.
ومن جانبها أكدت صحيفة “الجارديان” البريطانية، أن تداعيات انهيار سد كاخوفكا قد تستغرق عقودا لعلاجه، حيث سيكون لذلك تأثير غير مباشر على إنتاج الغذاء، وعلى صادرات القمح والذرة وزيت عباد الشمس وفول الصويا، إلى بقية العالم”.
ولفت الخبير الاقتصادي محمد شادي، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى مدى سوء الأزمة، مؤكدا أن أوكرانيا بلد مهم للغاية في إنتاج وتصدير الحبوب، إذ تعد رابع أكبر دولة مصدرة له في العالم، وبالتالي فأي تأثير يحدث داخلها يلقي بظلاله بشكل مباشر على الغذاء في العالم أجمع، وبشكل خاص في القمح والذرة.. فهل أصبح قوت العالم الجائع في خطر؟