آخر الأخبار

وأخيرا العلماء يكشفون سر البراكين والزلازل

قلب الأرض هذا المكان الذي لا نعرف عنه سوى أنه قطعة من قلب السعير، مواد منصهرة، تخرج في هيئة حمم بركانية تقضي على الملايين، أو انزلاقات أرضية تسبب زلازل تهدم كل ما فوق الأرض.
مكان غامض لا سبيل للوصول إليه… ولكن فريقا من العلماء تمكنوا أخير أن يكشفوا سر الأرض الأزلي، ويدرسون مواده الملتهبة… فماذا وجد العلماء في نواة الأرض؟

خلية عملاقة تتحكم بالأرض، وتبين القياسات الزلزالية الأرضية، وتكشف سر نواة الأرض، فريق علماء أمريكي صيني يصدرون دراسة تزيل الستار عن غموض نواة الأرض، حيث كشفت الدراسة عن قدرة مجموعات معينة من ذرات الحديد في النواة الداخلية للأرض على التحرك بسرعة، إذ يبدو أنها قادرة على تبادل مواقعها في جزء من الثانية، لكنها تحافظ على تركيبها الأساسي.

وهذا النوع من الحركة ليس بالغريب حيث يعرف باسم “الحركة التجمعية”، واليت يمكن ملاحظتها في الحياة اليومية في أمثلة مثل أسراب الطيور وقطعان الحيوانات.

والغريب في الأمر هو استطاعة العلماء دراسة هذا الجزء الغامض من الأرض بطريقة دقيقة جدا دون الذهاب إليه، فليس هناك مكان آخر في الأرض حيث تكون درجات الحرارة عالية بشكل مثير للدهشة والضغط كبير إلى درجة الانصهار، مثلما هو الحال في نواة الأرض، حيث يصهر الضغط ذرات الحديد داخل الأرض لتكوين نواة داخلية صلبة. ومع ذلك، حتى في هذه الظروف القاسية، هناك مجال للحركة، كما تبين لفريق الباحثين.

فبواسطة الذكاء الاصطناعي، جرى إنشاء “خلية عملاقة” تحتوي على حوالي 30000 ذرة، واستفاد منها الفريق البحثي لتوقع خصائص الذرات بدقة أكبر، وما لاحظه العلماء كان غير متوقع، حيث وجدوا مجموعات من الذرات كانت تتحرك وتبادل مواقعها، في حين تم الحفاظ على الهيكل السداسي الأساسي للحديد.

وهذه الحركة غير المتوقعة للذرات يمكن أن تفسر لماذا تظهر القياسات الزلزالية للنواة الأرضية الداخلية أكثر نعومة وقابلة للتشكيل بكثير مما يتوقع عند هذا الضغط العالي، حسبما يقول الفريق البحثي، فيما اقترح فريق بحث آخر أنه يمكن أن يكون هناك حديد سائل محاصر في النواة الأرضية الداخلية.

واستخدم العلماء الاختبارات في المختبر والنماذج النظرية، إلى أن تمكن الفريق البحثي من العثور على دلائل على أن ذرات النواة الداخلية تتحرك بشكل أكبر بكثير مما كان معتقدا، وأكد العلماء أن هذه النتائج تساعد في فهم مجموعة من الخصائص المدهشة لنواة الأرض التي اهتم بها العلماء لفترة طويلة، مثل كيفية تكوين مجال الأرض المغناطيسي على وجه الدقة، كما تعرف العلماء على الآلية الأساسية التي ستساعدهم في فهم العمليات الديناميكية وتطور النواة الداخلية للأرض.

ولدراسة الحركة الجماعية لذرات الحديد أنشأ الفريق الأمريكي الصيني نموذجا صغيرا من نواة الأرض في المختبر ومن ثم استخدموا لوحة حديد صغيرة وأطلقوا جسيمات سريعة الحركة عليها، وهذا الإجراء أعطى الباحثين بيانات حول درجة الحرارة والضغط والسرعة، وجرى بعد ذلك إدخالها في نموذج كمبيوتر يحاكي ذرات الحديد في النواة الأرضية، حتى ظهرت لهم النتائج.
فهل تعتقدون أن يسيطر العلم قريبا على نواة الأرض ومن ثم على كل النوازل الطبيعية التي تخرج من جوف الأرض وتذهب بحياة ملايين البشر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى