يبدو أن مصر نفضت أيديها من المفاوضات والاتجاهات التى لا جدوى لها في أزمة سد النهضة بعد مفاوضات ماراثونية استمرت منذ 2011 دون أى جدوى أو وصول لاتفاق بشأن القضايا الخلافية حول سد لنهضة، على الرغم من الأخطار المحيطة به والزلازل المستمرة التي تهدد سلامة السد.. ما هي سر تصريحات وزير الخارجية المصري بأن بلاده ستحمي أمنها المائي ولن تذهب لمجلس الأمن مرة أخرى؟
في تصريح يصنف أنه من أكثر التصريحات وضوحا، ويمثل خارطة طريق لكيفية تعامل مصر مع أزمة سد النهضة، خلال الفترة المقبلة، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن القاهرة لن تذهب مرة أخرى بملف سد النهضة إلى مجلس الأمن، مؤكدًا أن مصر ستحمي أمنها المائي.
جاءت تصريحات شكري التي مثلت دستور واضح لطريقة إدارة مصر للملف خلال الفترة المقبلة، مع فضائية “صدى البلد” المصرية، والتي أكد فيها أن التعنت من جانب أديس أبابا حال دون الوصول لاتفاق بشأن سد النهضة.
وشدد “شكري”، على أن القيادة والمؤسسات المصرية قادرة على التعامل مع الأمر، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المواطن والأمن المائي المصري، دون الذهاب إلى مجلس الأمن مرة أخرى في هذه المرحلة من التفاوض.
وذكر “وزير الخارجية المصري” أن أديس أبابا تحاول تطبيق مبدأ السيادة على مورد مشترك عابر للحدود، وهو الأمر الذي جعل من العسير الوصول إلى اتفاق ينهي الأزمة.
ولفت إلى أن مصر تواصل الحديث مع الشركاء الدوليين الذين يتمتعون بقدرة على التأثير في الأزمة، ولكنها في نفس الوقت لن تسمح أن يتعرض شعبها لأي نوع من الأضرار.
وأكد رئيس الدبلوماسية المصرية، أن على الرغم من التعويل على الاتحاد الإفريقي من أجل الوصول لحل للأزمة إلا أنه لم يحالفه التوفيق في إقناع الجانب الإثيوبي بالمرونة اللازمة في المفاوضات.
وشدد على ثقته الكاملة في القيادة والمؤسسات المصرية لاتخاذ كافة الإجراءات التي تحمي الأمن المائي المصري.
وتأتي تصريحات شكري في وقت تستعد فيه إثيوبيا من أجل الملء الرابع لسد النهضة في إجراء أحادي بعيد عن دولتي المصب مصر والسودان التي تسببت الأحداث الأخيرة بها في صعوبة الحديث عن الدخول في مفاوضات ثلاثية مع إثيوبيا في ظل عدم استقرار الوضع الأمني والسياسى.
وشهد ملف قضية سد النهضة العديد من التغيرات المحورية على مدى سنوات طويلة بحثا عن حل للأزمة المستمرة منذ نحور 12 عامًا، فخرج الملف من بين الدول الثلاث إلى الاتحاد الإفريقي وإلى المكتب البيضاوي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم إلى مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة، ثم عاد مرى أخرى للاتحاد الإفريقي، والمكتب البيضاوي للرئيس الأمريكى جو بايدن في واشنطن مع القمة الأمريكية الإفريقية الأخيرة، ثم دخلت الصين على الخط، ولكن حتى الآن لم يتم الوصول لحل.
ولطالما شددت مصر على الأيام والأسابيع الأخيرة على ضرورة الوصول إلى حل مرضي لكافة الأطراف في قضية سد النهضة، فهل يتسبب مراوغات إثيوبيا في ما لا يحمد عقباه؟