كانت منتجعا صحيا، يهرب إليه الناس بهدف الإستجمام والراحة، إلى أن أصبحت كابوسا لا يحتمل، فالأرض لم تعد آمنة، ومن يذهب إليها ربما لا يعود أبدا.
هزات أرضية غير مسبوقة تحبس الأنفاس وتبلغ القلوب الحناجر، الأرض تنسحب من تحت أقدام البشر، لتتحول الجنة إلى جزءا من قاع السعير..فماذا حدث وما قصة أرض الألف زلزال؟
أُغلقت بحيرة بلو لاغون الشهيرة عالميًا والتي تعتبر إحدى عوامل الجذب الرئيسية التي تستقطب الزوار إلى أيسلندا بهدف الاستجمام الصحي أمام الزوار لمدة أسبوع، بسبب النشاط الزلزالي الحالي حول الموقع، وهي جزء من شبه جزيرة ريكيانيس في جنوب غرب أيسلند، حيث تمّ قياس حوالي 2200 زلزال خلال الـ48 ساعة على مدار أقل من يومين.
وكانت قد بلغت قوة 7 من الهزّات التي وقعت يوم الخميس، أربع درجات وما فوق، وكلّها وقعت في شبه الجزيرة، بالقرب من المطار وجبل سيلينغارفيل، الواقع إلى الشرق من بحيرة بلو لاغون.
وتم تسجيل أقوى زلزال بقوة 4.8 درجات غرب أوربيورن، وهو جبل بركاني يقع على بعد ميل تقريبًا جنوب بلو لاغون، قبل الساعة الواحدة صباح يوم الخميس.
وذكر مكتب الأرصاد الجوية في نشرة الخميس، “إنه يعد أكبر زلزال منذ بدء النشاط الزلزالي بتاريخ 25 أكتوبر، وفيما يستمر تراكم المواد المنصهرة، يمكن توقع النشاط الزلزالي في شبه جزيرة ريكيافيك، لأنّ تسرّب تلك المواد يسبب زيادة اهتزاز في المنطقة.
وخلال 24 ساعة ، تم قياس 1200 زلزال، معظمها في المنطقة ذاتها وعلى نفس العمق، حوالي خمسة كيلومترات تحت مستوى سطح الأرض.
وفي 8 نوفمبر، ذكر مكتب الأرصاد الجوية أنه “من المرجح أن يستمر النشاط الزلزالي، وتكون شدته عرضية، بينما يستمر تراكم المواد المنصهرة”، وظلت المنطقة نشطة زلزاليا، حيث تم قياس حوالي 800 زلزال منذ منتصف الليل، وفقًا لنشرة الساعة الثانية ظهرًا بالتوقيت المحلي الصادرة عن مكتب الأرصاد الجوية الأيسلندي.
قالت نشرة مكتب الأرصاد الجوية يوم الخميس: “حقيقة أن هناك الآن زلازل أكبر من ذي قبل في المنطقة لا تعني بالضرورة زيادة معدل تراكم الصهارة”.
وحذرت نشرة يوم الجمعة من أن زلازل تصل قوتها إلى 5.5 درجات “يمكن توقعها” مع استمرار تراكم المواد المنصهرة تحت الأرض. ومع ذلك، أشاروا إلى أنه “في هذه المرحلة، لا توجد مؤشرات على أن الصهارة تشق طريقها إلى السطح”.
تم إغلاق بحيرة بلو لاغون، والمنتجع الصحي، والفنادق والمطاعم المجاورة في 9 نوفمبر، ومن المقرر إعادة فتحها يوم 16 نوفمبر، وفق بيان نشرع على الموقع الإلكتروني، وجاء في البيان: “السبب الرئيسي لاتخاذ هذه الإجراءات الاحترازية هو التزامنا الثابت بالسلامة والرفاهية”.
وفقًا لبيان صادر عن هيئة السياحة المحلية Visit Reykjanes، فإن النشاط الحالي مشابه للنشاط الذي سبق فوران بركان فاغرادالسفيال العام الماضي، على بعد حوالي 8.5 أميال جنوب غرب بحيرة بلو لاغون.
ويغور بركان فاجرادالسفيال كل عام منذ عام 2021. وحدث آخر ثوران له خلال الفترة من 10 يوليو/ تموز إلى 8 أغسطس 2023. وعندما أعيد فتح مسارات المشي لمسافات طويلة في أغسطس ، تم تحذير الزوار من المشي على الحمم البركانية التي لا تزال “ساخنة”… فهل تحجب البراكين في ايسلندا عين الشمس مثل البركان الاسطوري في الماضي السحيق الذي اخفى الشمس عام كامل وتسبب في رحيل آلاف البشر؟