يبدو أن المواجهة العسكرية الثالثة التي طالما تحدث عنها خبراء السياسية، وأن شرارتها ستبدأ من أوكرانيا حيث يكون الناتو وروسيا في مواجهة عسكرية تبدأ نهاية العالم، ستبدأ من القارة السمراء، وتحديدًا الساحل الغربي، حيث تستعد دول الإيكواس إلى التدخل العسكري في النيجر، لإعادة الرئيس المنتخب بازوم، بدعم فرنسي، في الوقت ذاته يستعد المجلس العسكري بالنيجير للتصدي لتلك التحركات بدعم من قادة فاجنر في إفريقيا بالإضافة إلى دلتي مالي وبوركينا فاسو.. ما ينذر بمواجهة عالمية ثالثة بعد ساعات حيثي تنتهي المهلة غدًا الأحد.. لمعرفة تفاصيل ما يحدث في النيجر تابعونا؟
في محاولة لاستعادة زمام الأمور لصالحها لاسيما أنها أكبر الخاسرين على جميع المستويات، لاسيما الاقتصادية والسياسية، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم السبت، أن باريس ستدعم بقوة جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا”إكواس” لإحباط إزاحة الرئيس المنتخب محمد بازوم عن كرسيه بالقوة العسكرية في النيجر.
لتعيد باريس بهذا الإعلان تأكيد ما نفته منذ بداية الأزمة، بتهديدها للمجلس العسكري في النيجر، بالتدخل عسكريا من أجل إعادة الرئيس بازم، حيث تمتلك فرنسا نحو 1500 جنديا على أراضي النيجر.
وحذرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، في وقت سابق المجلس العسكري في نيامي، مؤكدة أن أمامهم مهلة حتى غد الأحد لتسليم السلطة وإلا فإن تهديد “إيكواس” بالتدخل العسكري يجب أن يؤخذ “على محمل الجد”.
وتضم المجموعة الاقتصادية “إيكواس”، 15 دولة عُضو هي الرأس الأخضر وجامبيا وغينيا وغينيا بيساو وليبيريا ومالي والسنغال وسيراليون وبنين وبوركينا فاسو وغانا وساحل العاج والنيجر ونيجيريا وتوجو، وسبق أن تدخلت عسكريا في جامبيا، لإجبار الرئيس يحيى جامع، على ترك منصبه بعد أن رفض الاعتراف بخسارته في الانتخابات..
وأكد التقارير الصحفية، أن قادة جيوش دول مجموعة “إكواس” جهزوا خطة لـ”تدخل عسكري محتمل” في النيجر.
وقال مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في مجموعة “إكواس” عبد الفتاح موسى، أنه تم وضع خطة للتدخل العسكري في حالة عدم تنحي قادة المجلس العسكري بعد المهلة التي تنتهي غداً الأحد، وموضحاً أن تلك الخطة تشمل كيفية وموعد نشر القوات.
وبالمقابل، توعّد المجلس العسكري بالرد على الفور على أي تحرك عسكري ضد بلادهم، وقرروا إقالة سفراء النيجر في فرنسا والولايات المتحدة وتوجو ونيجيريا.
وفي أول تحرك ضد الموقف الفرنسي، توجه قادة المجلس العسكري في النيجر إلى طلب المساعدة من مجموعة فاجنر الروسية لمواجهة تدخل عسكري محتمل.
وكشفت بحسب أسوشيتدبرس، أن الطلب جاء خلال زيارة قام بها أحد قادة المجلس العسكري بالنيجر، وهو الجنرال ساليفو مودي، إلى مالي حيث تواصل مع قائد من فاجنر.
وكان كلا من بوركينا فاسو ومالي قد أعلنتا سابقا أن أي تدخل عسكري بالنيجر هو إعلان للتدخل العسكري على الدولتين.
لتتسع خريطة التحالفات في أزمة النيجر، فتقف مجموعة إيكواس وفرنسا في طرف، فيما تقف دولتي بوركينا فاسو ومالي مع النيجر ومجموعة فاجنر في طرف، مما قد يهدد بتحويل منطقة غرب إفريقيا إلى شعلة متقدة تؤثر على دول القارة جميعا.
وعلى الرغم من البيانات الرسمية التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنها لم تبدي موقفا واضحا من المواجهة العسكرية، لاسيما أنها تمتلك قواعد عسكرية في النيجر، بالإضافة إلى نحو 1000 جندي.
كل هذه التحركات العسكرية وتكوين التحالفات، قد يبدأ المواجهة العالمية الثالثة في غرب إفريقيا خلال ساعات، وبالتالي ستعاني القارة بأكملها من أزمة إنسانية يصعب السيطرة عليها.. فهل يتحقق التهديد الفرنسي؟